نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 202
وقال في تفسير الجلالين : فقالوا - أي الكفار - : ابنوا عليهم - أي حولهم - بنيانا يسترهم ، ربهم أعلم بهم ( قال الذين غلبوا على أمرهم ) : أمر الفتية وهم المؤمنون : ( لنتخذن عليهم ) - حولهم - ( مسجدا ) يصلى فيه ) [1] . وعلى الجملة فقد اتفق المفسرون على أن القائل ببناء المسجد على قبورهم كان هم المسلمون ولم ينقل القرآن هذه الكلمة منهم إلا لنقتدي بهم ونتخذهم في ذلك أسوة . ولو كان بناء المسجد على قبورهم أو قبور سائر الأولياء أمرا محرما لتعرض عند نقل قولهم بالرد والنقد لئلا يضل الجاهل . وأما ما روي عن النبي من قوله : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد [2] فالمراد منه هو السجود على قبور الأنبياء واتخاذها قبلة في الصلاة وغيرها والمسلمون بريئون عن ذلك ، وقد أوضحه القسطلاني في كتابه إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري . إن قبور الأنبياء المنتشرة حول بيت المقدس كقبر داود - عليه السلام - في القدس وقبور إبراهيم ، وبنيه إسحاق ويعقوب ويوسف الذي نقله موسى من مصر إلى بيت المقدس في بلد الخليل ، كلها مبنية مشيدة قد بني عليها بالحجارة العادية العظيمة من قبل الإسلام ، وبقي ذلك بعد الفتح الإسلامي إلى اليوم . غير أن ابن تيمية اعتذر عن ذلك في كتابه : " الصراط المستقيم " بأن البناء الذي كان على قبر إبراهيم الخليل - عليه السلام - كان موجودا في زمن الفتوح ، وزمن الصحابة إلا أن باب ذلك البناء كان مسدودا إلى سنة 400 ه . ولكن هذا الكلام لا يفيده أبدا ولا يضرنا ، فإن " عمر " لما فتح بيت المقدس
[1] تفسير الجلالين : 2 / 3 . [2] صحيح البخاري : 2 / 111 ، كتاب الجنائز .
202
نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 202