نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 196
فالمسيح - عليه السلام - اتخذ نزول المائدة السماوية والبركة الإلهية عيدا ، لأنه سبحانه أكرمه وأكرم تلاميذه بهذه المائدة ، فإذا كانت المائدة السماوية سببا لاتخاذ يوم نزولها " عيدا " فلماذا لا يجوز أن نتخذ يوم " البعثة النبوية " الذي هو يوم البركة ، ويوم نزول المائدة المعنوية عيدا ؟ هل يستطيع أن يدعي أحد أن وجود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء به من شريعة عظيمة خالدة أقل بركة من المائدة المادية التي نزلت على المسيح - عليه السلام - وتلاميذه ؟ ! وفي الختام نقول : إن من راجع الكتاب والسنة يقف على أن حب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الدين ، وللحب مظاهر ، فكما أن من مظاهره الاتباع ، فهكذا تكريمه مطلقا من غير فرق بين ميلاده وغيره من مظاهره ، لكن الظروف دفعتنا إلى اختيار يوم ميلاده لإظهار حبنا وودنا له من غير أن ننسب خصوصية ذلك اليوم إلى الدين ، وإنما المنسوب إليه هو الدعوة إلى نفس الحب والود ، فما كان له أصل في الدين لا يعد تجسيده في يوم خاص ، بدعة . فإذا أمر الإسلام بالتدريب العسكري ، فنحن نخص العمل بذلك الأصل بيوم أو يومين في الأسبوع ، فلا يعد التخصيص - بعد وجود الأصل في الشريعة - بدعة . أو إذا أمر الشارع بتعليم الأولاد معالم الدين وكتابه المنزل وإذا خصصنا - خضوعا لظروف وحوافز خاصة - يوما خاصا في كل أسبوع ، فلا يعد الاجتماع في ذلك اليوم للتعلم بدعة . وما أكثر الأمثال والنظائر للمسألة . على أنه يظهر من الروايات أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يهتم بيوم ميلاده وقد جئنا بتفصيله في كتابنا " البدعة " فلاحظ .
196
نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 196