نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 194
لا تختص جملة " عزروه " بزمان النبي ، أضف إلى ذلك أن القائد العظيم يجب أن يكون موضعا للتكريم والاحترام والتعظيم في كل العهود والأزمنة . فهل إقامة المجالس لإحياء ذكريات : المبعث أو المولد النبوي ، وإنشاء الخطب والمحاضرات والقصائد والمدائح إلا مصداق جلي لقوله تعالى : ( وعزروه ) والتي تعني : أكرموه وعظموه . عجبا كيف يعظم الوهابيون أمراءهم بالاحترام الذي يفوق ما يفعله غيرهم تجاه أولياء الله فلا يكون ذلك شركا ، وأما إذا أتى أحد بشئ يسير من ذلك في حقهم عد شركا ؟ ! ! إن المنع عن تعظيم الأنبياء والأولياء وتكريمهم - حيا وميتا - يصور الإسلام في نظر الأعداء دينا جامدا لامكان فيه للعواطف الإنسانية ، كما يصور تلك الشريعة السمحاء المطابقة للفطرة الإنسانية دينا يفقد الجاذبية المطلوبة القادرة على اجتذاب أهل الملل الأخرى واكتسابهم . ماذا يقول - الذين يخالفون إقامة مجالس العزاء للشهداء في سبيل الله - في قصة يعقوب - عليه السلام - ؟ وماذا يقولون فيه وهو يبكي على ابنه أسفا وحزنا في فراق ولده يوسف ، ليله ونهاره ، ويسأل كل من لقيه عن ابنه المفقود حتى فقد بصره ، كما يقول سبحانه : ( وابيضت عيناه من الحزن ) ( يوسف - 84 ) . فلماذا يكون إظهار مثل هذه العلاقة في حال حياة الولد جائزا ومشروعا ومطابقا لأصول التوحيد بينما إذا كان في حال مماته عد شركا ؟ ! فإذا اتبع أحد طريق يعقوب فبكى على فراق أولياء الله وأحبائه يوم استشهادهم فلماذا لا يعد عمله اقتداء بيعقوب - عليه السلام - . لا ريب في أن مودة ذوي القربى هي إحدى الفرائض الإسلامية التي دعا
194
نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 194