والاختيار في جنب سيدهم لقوله سبحانه : عبدا مملوكا لا يقدر على شئ فهل يتوهم أن الله تعالى حيث أمرهم بهذه الطاعة جعل لنفسه المقدسة شريكا في العبادة . وثانيا أنه لو كان من العبادة الامتثال والطاعة يتوجه على ابن عبد الوهاب سؤال أنه هل يجوز مثل الطاعة لغير الله تعالى أم لا ؟ فإن قلت : لا فقد أبطلت قول الله تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وإن قلت : نعم ، عبدت المخلوق وخالفت ربك فيما نهاك عنه . وإن قلت : لا تنفعك إطاعة الرسول وإطاعة أولي الأمر عن إطاعة الله . قلنا : ما الوجه في ذلك ؟ هل هو يجعل من المخلوق أو يجعل من الخالق ؟ فإن قلت بالأول ، رجعت إلى عبادة الصالحين ، وأن قلت : أنه يجعل من الله تعالى وإذنه ورضاه . قلنا : إن شفاعة الأنبياء وكونهم وسيلة إلى الله تعالى أيضا يجعل من الله تعالى ، فيكون الاستشفاع والتوسل بهم - حقيقة - عبارة عن الاستعانة بالله في طلب الحاجة منه بشفاعة عبده المقرب عنده .