responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البراهين الجلية نویسنده : السيد محمد حسن القزويني الحائري    جلد : 1  صفحه : 25


المناقشة مع الوهابيين إن مقتضى الآية الأولى ثبوت الشفاعة لمن اتخذ عند الرحمن عهدا ، أي إيمانا ، فالمؤمنون يملكون الشفاعة ، كما أن مقتضى الآية الثانية ثبوت الشفاعة بعد الإذن والرضا من الله تعالى ، ونحن نقول به للأنبياء والأولياء ، ولو كان شركا لما جاز الإذن والرضا بالشفاعة ، نعم لا يجوز القول بأنه : يا محمد يا رسول الله اغفر لي ذنبي . وذلك لأنه لا يغفر الذنوب إلا الله ، وجميع المسلمين على ذلك ، وأما القول بأنه : يا محمد اشفع لي عند ربك . فليس من الشرك ، إذ الشرك هو أن تدعوه مع الله في حاجتك ، لا أن تسأله أن يدعو الله في غفران ذنوبك .
ثم إن ابن عبد الوهاب لما لم يعلم حقيقة العبادة توهم أن طلب الشفاعة من الشافعين يكون من عبادة الصالحين ، وهذه غفلة منه عن أن العبادة عبارة عن وقوف العبد بين يدي معبوده ، وإظهار غاية الخضوع والخشوع ، لا مطلق التعظيم والخضوع ، ولذا لم يذهب أحد من المسلمين بأن تعظيم المؤمنين أو الأنبياء والمرسلين حال حياتهم من عبادة الصالحين ، ومثل هذا الاستشفاع بهم إلى الله حال حياتهم وبعد مماتهم ، فمن يعبد الله ويوحده لا يجد من نفسه حين ما يطلب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشفاعة أن يعبده في ذلك ، ولعل ابن عبد الوهاب رأى أن رواج مذهبه منوط برمي المسلمين بالشرك دون من ينسب إليه ، فرماهم بما لا يتفوه به إلا جامد أو معاند ، فقال في رسالته كشف الشبهات ما حاصله : إن الطلب من الشفيع ينافي الإخلاص في التوحيد الواجب على العباد بقوله تعالى :
مخلصين له الدين ، وقوله سبحانه : ادعوا ربكم تضرعا .

25

نام کتاب : البراهين الجلية نویسنده : السيد محمد حسن القزويني الحائري    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست