نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27
لا يقبل ادعاء الإيمان منهم إلا عن ذلك الطريق . وبعبارة ثانية ، إن الآية وردت في سياق الآيات الآمرة بإطاعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال سبحانه : * ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ) * ( النساء / 64 ) والمنافقون كانوا يدعون الإيمان ، وفي الوقت نفسه كانوا يتحاكمون إلى الطاغوت . فنزلت الآية ، وأعلنت أن مجرد التصديق لسانا ليس إيمانا . بل الإيمان تسليم تام باطني وظاهري . فلا يستكشف ذلك التسليم التام ، إلا بالتسليم للرسول ظاهرا ، وعدم التحرج من حكم الرسول باطنا ، وآية ذلك ترك الرجوع إلى الطاغوت ورفع النزاع إلى النبي ، وقبول حكمه بلا حرج . فأين هو من كون نفس التحكيم جزءا من الإيمان ؟ 4 - قوله سبحانه : * ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) * ( آل عمران / 97 ) سمى سبحانه تارك الحج كافرا . يلاحظ عليه : أن المراد إما كفران النعمة وأن ترك المأمور به كفران لنعمة الأمر ، أو كفر الملة لأجل جحد وجوبه . 5 - قوله سبحانه : * ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيامة ) * ( البينة / 5 ) . والمشار إليه بلفظة " ذلك " جميع ما جاء بعد " إلا " من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، فدلت هذه الآية على دخول العبادات في ماهية الدين . والمراد من الدين ، هو الإسلام لقوله سبحانه : * ( إن الدين عند الله الإسلام ) * ( آل عمران / 19 ) . وعلى ضوء هذا ، فالعبادات داخلة في الدين حسب الآية الأولى ، والمراد من الدين هو الإسلام حسب الآية الثانية ، فيثبت أن العبادات داخلة في الإسلام ، وقد دل الدليل على وحدة الإسلام والإيمان وذلك بوجوه : ألف - الإسلام هو المبتغى لقوله : * ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل
27
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27