نام کتاب : الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 278
الجيش إيبك الدواتدار الصغير خصم ابن العلقمي وعدوه اللدود ، فقد كان هو الذي يتولى منصب قائد الجيش . وما ذكره مؤلف ( الحوادث الجامعية ) يعطينا صورة واضحة عما كانت عليه حال الجيش في بغداد من التمزق والتشرذم والفوضى قبل تولي ابن العلقمي الوزارة ، ثم استمر ذلك حتى وصول جيش المغول . وأن المسؤولين عن ذلك هم الشرابي والدواتدار وأمثالهم ممن كان إليهم التصرف بأمر الجيش . ومن أعاجيب هذا الكاتب ما ذكره عن اتفاق ابن العلقمي والدواتدار على الإطاحة بالمستعصم ! . . . مع أن هذين الاثنين لم يتفقا في حياتهما على شئ ، بل كانت العداوة بينهما مستمرة على أشدها . أما عن المؤامرة فننقل ما ذكره المؤرخ رشيد الدين فضل الهمذاني ليرى القارئ أن الأمر كان عكس ما ذكره الكاتب . قال الهمذاني : " ولما الدواتدار في نفسه القوة ورأى الخليفة المستعصم عاجزا لا رأي لا ولا تدبير ساذجا ، اتفق مع طائفة من الأعيان على خلعه وتولية آخر من العباسيين في مكانه . وعندما علم مؤيد الدين بن العلقمي نبأ تلك المؤامرة أخبر الخليفة على انفرادا قائلا يجب تدارك أمرهم " . إذن فصاحب المؤامرة هو الدواتدار ، والذي قاومها وأفشى أمرها للمستعصم هو ابن العلقمي ، كما أنه لم يكن عند المتآمرين تفكير بإسناد الخلافة للعلويين كما يزعم الكاتب ، بل إلى آخر من العباسيين لأن المتآمرين هم في الأصل ضد العلويين . أما عن اتهام ابن العلقمي مع المفعول فنقول : إن الأصل في إرسال هذه التهمة هو عدو ابن ابن العلقمي الدواتدار ، فقد قال المؤرخ رشيد الدين فضل الله الهمذاني ما نصه : " ولما كان الدواتدار خصما للوزير فإن أتباعه من سفلة المدينة وأوباشها كانوا يذيعون بين الناس أن الوزير متفق مع هولاكو " .
278
نام کتاب : الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 278