نام کتاب : الأخلاق الحسينية نویسنده : جعفر البياتي جلد : 1 صفحه : 172
فإن عشت لم أذمم ، وإن مت لم ألم * كفى بك ذلا أن تعيش فترغما [1] وهذه دعوة صادقة ، تبين تكليف المسلم في ذلك المقطع ألزمني الحساس ، وتوضح علة ذلك التكليف ، وتثير في المرء نخوة الجهاد في سبيل الله ، وتبث فيه روح الشهامة والعزة والإباء . ولقد أمر الإمام الحسين سلام الله عليه بالمعروف وكان في طليعة أهله ، ونهى عن المنكر وكان في طليعة المحاربين له ، بالدعوة إلى إحقاق الحق وإزهاق الباطل . فإذا لم تنفع الدعوة ، وصكت الأسماع دون الكلمة الشجاعة تقدم الإمام الحسين عليه السلام بالسيف مقدما عليه نفسه الشريفة ودمه الزاكي ، جهادا في سبيل الله ، ودفاعا عن شريعة الله ، ورفعا للحيف عن عباد الله ، وإيقاظا للمسلمين مما لا يرضاه لهم الله . فجرد حسام العزة حتى الشهادة . . ولكنه لم ينس الكلمة التي يكون الناس بعدها ينادون بها : * ( ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة ، وإن الله لسميع عليم ) * [2] . خطب الإمام الحسين عليه السلام في ( البيضة ) للحر وأصحابه وقد جعجعوا به إلى ذلك المكان ، فقال - بعد الحمد والثناء - : أيها الناس ! إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ، ناكثا عهده ، مخالفا لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغير عليه بفعل ولا قول ، كان حقا على الله أن