نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 86
شبها بهما الأنعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه . اللهم بلى ، لا تخلو الأرض من حجة قائم لله بحجته ، إما ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا كي لا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا وأين أولئك ! ؟ أولئك - والله - الأقلون عددا ، والأعظمون [ عند الله ] ( 1 ) قدرا ، يحفظ الله حججه وبيناته بهم حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها متعلقة بالمحل الأعلى ، أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه سرا وجهرا ، آه آه ! شوقا إلى رؤيتهم " ( 2 ) وقال أيضا لكميل بن زياد : " تبذل ولا تشهر ، ووار شخصك ولا تذكر ، وتعلم واعمل ، واسكت تسلم ، تسر الأبرار ، وتغيض الفجار فلا عليك إذا علمك الله معالم دينه ، ألا تعرف الناس ولا يعرفونك " ، . وبعد فقد جمع الله - جل جلاله - معاني ما قلناه وزيادة في كتابه العزيز ، بقوله سبحانه : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ( 3 ) . وفي قوله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ( 4 ) . وفي قوله : ( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) ( 5 ) . وفي قوله : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم ) ( 6 ) فقرن شهادته بشهادتهم وشهادة ملائكته ، وهذا يدل على عظيم منزلتهم ، ورفيع مكانتهم ، وعلو درجتهم . وقال سبحانه : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ( 7 ) . وقال سبحانه وتعالى ، حكاية عن يوسف عليه السلام : ( ذلكما مما علمني