responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 74


يقول العبد الفقير أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي ، أعانه الله على طاعته ، وأمده الله برأفته ورحمته ، ممل هذه الخطب المتقدمة : إني وجدت كلمات بليغة في توحيد الله وتمجيده - جل وعز - فأضفت إليها ما سنح من فتوح الله تعالى في خاطري ، فأحببت إثبات ذلك ، وهي :
إن نفي العلل عن الله تعالى ، يشهد له بحدث خلقه ، وإخراجه له من العدم ، إذ العلل لا تحل إلا معلولا ، ولا يكون المعلول إلا محدثا ، للزوم صفات الحدث فيه ، والقديم سبحانه وتعالى لا تحل فيه الصفات لسبب ، لأن السبب لازم للمتوقع الزيادة ، والخائف النقص من غيره ، الفقير إلى الموجد ذلك فيه ، الذي باتحاده يجد ما يتوقع .
والقديم هو الغني الحميد ، الذي لا وقت له ، ولا حال من أحلها كان ، ولا كانت له صفة من أحل الحال ، والأحوال لا تجوز عليه ، ولا يدخل تحت الصفة والدوائر ، ولا عليه حجب وسواتر ، ولا ساعات وشعائر ، ولا حاجة به إلى الكون ، إذ وجوده كفقده ، لم يأنس به ، ولم يستوحش لفقده ، ولا فقد عليه ، ومرجع كل شئ إليه ، كما هو المبدئ المعيد ، الفعال لما يريد ، أزلي أبدي ، أزلي القدرة والعلم والحكم والنظر والإحاطة ، أزلي الوجود والبقاء ، مستحق لها بحقائقها ، وله الشأن الأعظم ، والجد المتعالي ، والعلو المنيع ، والامتناع القاهر ، والسلطان الغالب ، والغلبة النافذة ، والقوة الذي ( 1 ) لا يعجز ، إذ لا فترة ولا مانع ، و ( لا ثم ) ( 2 ) ليس لمراده دافع ، ولا يستصعب عليه شئ أراده ، ولا به إلى ما أراد تكوينه وطر ، إذ هو الغني غاية كل غاية ، متفضل بما فطر ، من غير قضاء وطر ، فطر ما فطر ، وعنصر العناصر ، لإظهار قدرته وملكه ، وإظهار جوده وطوله وإحسانه ، وفيض الكرم الباهر ، والجود الفائض ، وهو الجواد الفياض ، وليعرفوه ولا يجهلوه ، ولم يك قط مجهولا ، ولا علمهم به محيط .
لا يقدر أحد قط حقيقة قدره ، إذ قدره لا يقدر ، ووصفه لا يقرر ، وهو القدير الأقدر ، المتعزز عن كون مع أزل له مقرر ، المتعالي عن مدبر معه دبر ، قدر الكون بتقديره ، حتى أخرجه إلى التكوين بتدبيره ، وليس للتقدير والتدبير فكر ولا خاطر ، ولا حدوث عزم ، ولا يضمر في إرادة ، ولا يهم في مشيئته ، ولا روية في فعل ، ولا غلبة فوت ، عز أن يستصعب عليه شئ أراده ، أيفوته شئ طلبه ! ؟ قدم وأخر حسب حكمته وهو المقدم


1 - كذا ، والظاهر أن الصواب : التي . 2 - كذا ، والظاهر زيادتها .

74

نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست