نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 56
عليها ، ويخصصها بإسقاط العقاب ، ولا يقدح في ذلك خلاف المعتزلة ، لحدوثه بعد انعقاد الإجماع بخلافه . وآيات الوعيد كلها وآيات الوعيد ( 1 ) مشترطة بالعفو ومخصصة بآيات العفو وعموم آيات الوعد ، ولثبوت ثواب المطيع وفساد التخالط ، وكون ذلك موجبا لتخصيصها بالكفار إن كان وعيدها دواما أو كون عقابها منقطعا إن كان عاما ، من حيث كان القول بعمومها للعصاة ودوام عقابها ينافي ما سلف من الأدلة . والمؤمن : هو المصدق بجملة المعارف عن برهانها ، حسب ما خاطب به من لسان العرب ، المعلوم كون الإيمان - فيه - تصديقا ، والكفر اسم لمن جحد المعارف أو شك فيها أو اعتقدها عن تقليد أو نظر لغير وجهه . والفسق اسم لمن فعل قبيحا ، أو أخل بواجب من جهة العقل أو السمع ، لكونه خارجا بذلك عن طاعة مكلفه سبحانه . والفاسق في اللغة : هو الخارج ، [ و ] ( 2 ) في عرف الشريعة هو الخارج عن طاعته سبحانه . ومن جمع بين إيمان وفسق ، مؤمن على الإطلاق فاسق بما أتاه من القبيح ، لثبوت كل واحد منهما ، ومن ثبت إيمانه لا يجوز أن يكفر ، لدوام ثواب الإيمان وعقاب الكفر وفساد اجتماعهما لمكلف واحد ، وثبوت المستحق منهما وعدم سقوطه بندم أو تحابط . وقوله تعالى : ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ) ( 3 ) مختص بمن أظهر الإيمان أو اعتقده لغير وجهه ، دون من ثبت إيمانه ، كقوله تعالى : ( فتحرير رقبة مؤمنة ) ( 4 ) يعني مظاهرة ( 5 ) للإيمان باتفاق ، ومدح المقطوع على إيمانه مطلق مقطوع بالثواب ، والمظهر مشترط بكون الباطن مطابقا للظاهر واقعا موقعه . وذم الكافر ولعنه مطلق ، مقطوع له بالعقاب الدائم
1 - كذا ، والظاهر أن الصواب : الوعد . 2 - أثبتناه ليستقيم السياق . 3 - النساء 4 : 137 . 4 - النساء 4 : 92 . 5 - كذا ، والظاهر أن الصواب : مظهرة .
56
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 56