نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 52
فإذا علم صدقه بالمعجز ، وجب اتباعه فيما يدعو إليه ، والقطع على كونه مصلحة ، وينهى ( 1 ) عنه والقطع بكونه مفسدة . ولا طريق إلى نبوة أحد من الأنبياء عليهم السلام الآن ، إلا من جهة نبينا صلوات الله عليه وآله ، لانسداد طريق التواتر بشئ من معجزاتهم بنقل من عدا المسلمين ، لفقد العلم باتصال الأزمنة مشتملة على متواترين فيها بشئ من المعجزات ، وتعذر تعين الناقلين لها . وطريق العلم بنبوته صلى الله عليه وآله القرآن وما عداه من الآيات ، ووجه الاستدلال به ، أنه تحداهم به على وجه لم يبق لهم صارف عن معارضته ، فتعذرت على وجه لا يمكن إسناده إلى غير عجزهم ، إما لأنه في نفسه معجز ، أو لأن الله سبحانه صرفهم عن معارضته ، إذ كل واحد من الأمرين دال على صدقه . وقد تضمن القرآن ذكر أنبياء على جهة التفصيل والجملة ، فيجب لذلك التدين بنبوتهم ، وكونهم على الصفات التي يجب كون النبي عليها . وأن رسول الله صلوات الله عليه أفضلهم وخاتمهم والناسخ لشرائعهم ، وبشريعة يجب العلم والعمل بها إلى يوم القيامة . والإمام هو الرئيس المتقدم المقتدى بقوله وفعله والغرض في نصبه فيه من اللطف للرعية في تكاليفهم العقلية ، ويجوز أن يكون نائبا عن نبي أو إمام في تبليغ شريعة . ومتى كان كذلك فلا بد من كونه عالما بجميعها ، لقبح تكليفه الأداء وتكليف الرجوع إليه ، مع فقد العلم بما يؤديه ويرجع إليه فيه . ويجب أن يكون معصوما في أدائه ، لكونه قدوة ، ولتسكن النفوس إليه ، ولتسلم بعظمة الواجب خلوصه من الاستخفاف . ويجب أن يكون عابدا زاهدا لكونه قدوة فيهما ، وإن كان مكلفا [ ب ] ( 2 ) جهاد أوجب كونه أشجع الرعية لكونه فئة لهم . ويجوز من طريق العقل أن يبعث الله سبحانه إلى كل واحد من المكلفين نبيا وينصب له رئيسا ويكون ذلك في الأزمنة ، وإنما ارتفع هذا الجائز في شريعتنا ، بحصول