نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 50
لكل عاقل ، والثاني لكل ناظر ، وجوب اصطلاح المريد من غيره ما يعلم أو يظن كونه مؤثرا في اختياره ، ولوجوب تمكينه . وعلمنا بأنه تعالى لا يخل بواجب في حكمته ، وظهور الغرض الحكمي في أكثرها أوجده سبحانه على جهة التفضل ، وثبوت ذلك على الجملة فيما لا يظهر لنا تفصيل المراد به كأفعال سائر الحكماء . وحسن التكليف لكونه تعريضا لما لا يوصل إليه إلا به من الثواب . وكون التعريض للشئ في حكم إيصاله من حسن وقبح ، لأنه لا حسبة له بحسن التكليف غيره ، وعلمه سبحانه بكفر المكلف أو فسقه لا يقتضي قبح تكليفه ، لكونه تعالى مزيحا لعلته ومحسنا إليه كإحسانه إلى من علم من حاله أنه يؤمن ، أتي من قبل نفسه فالتبعة عليه دون مكلفه سبحانه . وحسن جميع ما فعله تعالى من الآلام أو فعل بأمره أو إباحته ، لما فيه من الاعتبار المخرج له من العيب ، والعوض الزائد المخرج له عن قبيل الظلم والإساءة ، إلى حيز العدل والإحسان . ووجوب الانتصاف للمظلوم من الظالم ، لوقوع الظلم عن تمكينه تعالى ، وإن كان كارها له تعالى . ووجوب الرئاسة ، لكون المكلف عندها أقرب من الصلاح ، وأبعد من الفساد . ووجوب ما له هذه الصفة لكونه لطفا ، ووقوف هذا اللطف على رئيس لا رئيس له ، لفساد القول بوجود ما لا نهاية له من الرؤساء ، ومنع الواجب في حكمته تعالى . ولا يكون كذلك إلا بكونه معصوما ، وكون الرئيس أفضل الرعية وأعلمها لكونه إماما لها في ذلك ، وقبح تقديم المفضول على الفاضل فيما هو أفضل منه فيه . ووجوب نصبه بالمعجزات والنص المشتد ( 1 ) إليه ، لوجوب كونه على صفات لا سبيل إليها إلا ببيان علام الغيوب سبحانه . وهذه الرئاسة قد تكون نبوة ، وقد تكون إمامة ليست بنبوة . فالنبي هو المؤدي عن الله سبحانه بغير واسطة من البشر ، والغرض في تعينه بيان
1 - كذا ، والظاهر أن الصواب : المشير .
50
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 50