نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 44
كتاب ( البرهان على ثبوت الإيمان ) لأبي الصلاح التقي بن نجم بن عبيد الله الحلبي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلواته على خيرة النبيين محمد وآله الطاهرين وسلم وكرم . أول فعل مقصود يجب على العاقل ، مما لا يخلو منه عنك [1] كمال عقله ، من وجوب النظر المؤدي إلى المعرفة ، لأن الحي عند كمال عقله يجد عليه آثار نفع ، من كونه حيا سميعا بصيرا عاقلا مميزا قادرا متمكنا ، مدركا للمدركات منتفعا بها ، ويجوز أن يكون ذلك نعمة لمنعم . ويعلم أنها إن كانت كذلك ، فهي أعظم نعمة لانغمار كل نعمة في جنبها ، ويجد في عقله وجوب شكر المنعم ، واستحقاق المدح على فعل الواجب والذم على الإخلال به ، ويجوز أن يستحق من موجده والمنعم عليه مع المدح ثوابا ومع الذم عقابا ، ويجد في عقله وجوب التحرز من الضرر اليسير وتحصيل النفع العظيم . فتجب عليه معرفة من خلقه والنفع له ، ليعلم قصده فيشكره إن كان منعما ، ولا سبيل إلى معرفته إلا بالنظر في آثار صنعته لوقوعها بحسبها ، ولو كانت لها سبب غيره ، لجاز حصول جميعها لمن لم ينظر وانتفاؤها عن الناظر ، فوجب فعله لوجوب ما لا يتم الواجب إلا به . والواجب من المعرفة شيئان : توحيد وعدل ، وللتوحيد إثبات ونفي . فالإثبات : إثبات صانع للعالم - سبحانه - قادر ، عالم ، حي ، قديم ، مدرك ، مريد .