نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 38
فصل من السؤال والبيان ( 1 ) إن سألك سائل عن أول ما فرض عليك ؟ فقل : النظر المؤدي إلى معرفة الله . فإن قال : لم زعمت ذلك ؟ فقل : لأنه - سبحانه - أوجب معرفته ، ولا سبيل إلى معرفته إلا بالنظر في الأدلة المؤدية إليها . فإن قال : فإذا كانت المعرفة بالله - جل وعز - لا تدرك إلا بالنظر ، فقد حصل ( 2 ) المقلد غير عارف بالله . فقل : هو كذاك . فإن قال : فيجب أن يكون جميع المقلدين في النار . فقل : إن العاقل المستطيع إذا أهمل النظر والاعتبار ، واقتصر على تقليد الناس ، فقد خالف الله تعالى وانصرف عن ( 3 ) أمره ومراده ، ولم يكفه تقليده في أداء فرضه ، واستحق العقاب على مخالفته وتفريطه . غير أنا نرجو العفو عمن قلد المحق والتفضل عليه ، ولا نرجوه لمن قلد المبطل ولا نعتقده فيه . وكل مكلف يلزمه من النظر بحسب طاقته ونهاية إدراكه وفطنته ، وأما المقصر الضعيف الذي ليس له استنباط صحيح ، فإنه يجزيه التمسك - في الجملة - بظاهر ما عليه المسلمون . فإن قال : كيف يكون التقليد قبيحا من العقلاء المميزين ، وقد قلد الناس رسول الله صلى الله عليه وآله فيما أخبر به عن رب العالمين ، ورضي بذلك عنهم ، ولم يكلفهم ما تدعون ؟
1 - أورد الكراجكي في كنز الفوائد : 98 - 101 ، هذا الفصل إلى بداية كتاب " البرهان على ثبوت الإيمان " الآتي . 2 - حصل : صار . 3 - في الأصل : على ، وما أثبتناه من الكنز .
38
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 38