نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 36
ويعلم بمشابهة حال غيره لحاله ، أن حكمه كحكمه ، وأنه لا بد من الإقرار بوجود صانع للجميع ، لبطلان التثنية حسب ما شهد به الدليل . فصل : وقد ورد في الحديث ( 1 ) : أن أبا شاكر الديصاني وقف ذات يوم في مجلس الإمام الصادق - أبي عبد الله جعفر بن محمد صلى الله عليه - فقال له : أبا عبد الله ، إنك لأحد النجوم الزواهر ، وكان آباؤك بدورا بواهر ، وأمهاتك عقيلات طواهر ( 2 ) ، وعنصرك من أكرم العناصر ، وإذا ذكر العلماء فبك ( 3 ) تثنى الخناصر ، خبرنا أيها البحر الزاخر ، ما الدليل على حدث ( 4 ) العالم ؟ فقال أبو عبد الله صلى الله عليه وآله : " إن من أقرب الدليل على ذلك ما أذكره لك ، ثم دعا ببيضة فوضعها في راحته وقال : هذا حصن ملموم ، داخله غرقئ ( 5 ) رقيق ، يطيف به كالفضة السائلة ، والذهبة المائعة ، أشك في ذلك ؟ " . قال أبو شاكر : لا شك فيه . قال الإمام عليه السلام : " ثم إنه ينفلق عن صورة كالطاووس ، أدخله شئ غير ما عرفت ؟ قال : لا . قال : " فهذا الدليل على حدث العالم " . قال أبو شاكر : دللت - أبا عبد الله - فأوضحت ، وقلت فأحسنت ، وذكرت فأوجزت ، وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركت أبصارنا ، أو سمعناه بآذاننا ، أو ذقناه بأفواهنا ، أو شممناه بأنوفنا ، أو لمسناه ببشرنا . فقال الصادق عليه السلام : ذكرت الحواس ( 6 ) وهي لا تنفع في الاستنباط إلا بدليل ، كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح " . قال شيخنا المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه :
1 - رواه الصدوق في الأمالي 288 / 5 والتوحيد 292 / 1 ، والمفيد في الإرشاد : 281 . 2 - في الإرشاد : عباهر ، والعباهر : جمع عبهرة ، وهي الجامعة للحسن ( القاموس المحيط - عبهر - 2 : 84 ) . 3 - في الإرشاد : فعليك . 4 - في الإرشاد : حدوث . 5 - الغرقئ : قشر البيض الذي تحت القشر الصلب ( الصحاح - غرقا - 1 : 62 ) . 6 - في الإرشاد زيادة : الخمس .
36
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 36