نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 107
العام ما حرم عاما أول ، وإن أول ما أحدث الناس البدع ، ولا يحل لكم شئ مما حرم عليكم ، ولكن الحلال ما أحل الله ، والحرام ما حرم الله ، فقد جربتم الأمور وصرفتموها ، ووعظتم بمن كان قبلكم ، وضربت الأمثال لكم ، ودعيتم إلى الأمر الواضح ، فلا يصم عن ذلك إلا أصم ، ولا يعمى عنه إلا أعمى ، ومن لم ينفعه الله تعالى بالبلاء والتجارب ، لم ينتفع بشئ من العظة ، وأتاه التقصير من أمامه ، حتى يعرف ما أنكر ، وينكر ما عرف ، وإنما الناس رجلان : متبع شرعة ، ومبتدع بدعة ، ليس معه من الله سبحانه برهان سنة ، ولا ضياء حجة ، وأن الله - سبحانه - لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن ، فإنه حبل الله المتين ، وسببه الأمين ، وفيه ربيع القلب ، وينابيع العلم ، وما للقلب جلاء غيره ، مع أنه قد ذهب المتذكرون ، وبقي المتناسون والناسون ، فإذا رأيتم خيرا فأعينوا عليه ، وإذا رأيتم شرا فاذهبوا عنه ، فأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : يا ابن آدم ، اعمل الخير ، ودع الشر ، فإذا أنت جواد قاصد . ألا وإن الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفر ، وظلم لا يترك ، وظلم مغفور لا يطلب . فأما الظلم الذي لا يغفر ، فالشرك بالله تعالى ، قال الله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) ( 1 ) وأما الظلم الذي لا يترك ، فظلم العباد بعض لبعض . وأما الظلم الذي يغفر ، فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات ( 2 ) . القصاص هناك شديد ، ليس هو جرحا بالمدي ، ولا ضربا بالسياط ، لكنه ما يستصغر ذلك معه ، فإياكم والتلون في دين الله ، فإن جماعة فيما تكرهون من الحق ، خير من فرقة فيما تحبون من الباطل ، وإن الله سبحانه لم يعط أحدا بفرقة خيرا ، ممن مضى ولا فيمن بقي . يا أيها الناس ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وطوبى لمن لزم بيته ، وأكل قوته ، واشتغل بطاعة الله ، وبكى على خطيئته ، فكان من نفسه في شغل ، والناس منه في راحة " ( 3 ) . وقال عليه السلام لبعض أصحابه : " واعلم أن الدنيا دار بلية ، لم يفرغ صاحبها
1 - النساء 4 : 48 . 2 - الهنات : جمع هنة وهي الشئ اليسير . والمراد المظالم الصغيرة لنفسه . انظر ( القاموس المحيط - هنو - 4 : 404 ) . 3 - نهج البلاغة 2 : 109 / 171 .
107
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 107