نام کتاب : أضواء على عقائد الشيعة الإمامية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 672
هذا } [1] وقال سبحانه : { وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا } [2] . وعلى ذلك يكون المراد من الجميع هو لقاء الناس يوم الجزاء ، بمعنى حضور الناس في يوم القيامة للمحاسبة والمجازاة ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، وإنما سمي هذا بلقاء الرب أو لقاء الله لما تعلقت مشيئته على مجازاة المحسنين والمسيئين في ذلك اليوم ، فبما أنه سبحانه يجزي المحسن والمسئ في ذلك اليوم فكأنهم يلقونه سبحانه فيه لا قبله . وفي نفس الآيات التي استدل بها على ذلك قرينة واضحة على أن المراد من الآيات هو الحضور يوم القيامة ، وهي أنه سبحانه يأمر من يرجو لقاء الرب بالعمل الصالح ويقول : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا } [3] ، أي فليستعد لذلك اليوم بالعمل الصالح ، كما أنه في آية أخرى يأمر بتقديم شئ لهذا اليوم ويقول : { وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه } [4] ، وذلك لأن مقتضى العلم بالحشر في ذلك اليوم والمحاسبة والمجازاة هو تقديم الأعمال الصالحة . والذي يدل على أن المراد من اللقاء ليس هو الرؤية ، أن الرؤية تختص بالمؤمنين ولا تعم الكافرين ، مع أنه سبحانه يعمم اللقاء بالمؤمن والكافر فيقول : { فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه } [5] فلو كان المراد من لقاء الله هو مشاهدته ورؤيته فيلزم أن يكون المنافق مشاهدا له ، فلم تبق أي فضيلة للمؤمنين ، مع أن القائلين بالرؤية يزمرون بأن الرؤية فضيلة وزيادة تختص بالمؤمنين .