وأعرضت عن سبيله ، فكان ما نراه اليوم من نكوص عظيم لا تصدقه العقول ، ولا تحتمله القلوب . كنا ولا زلنا أخوة الدين الواحد الذي جاء به ذلك الرسول الأمي صلى الله عليه وآله إلى تلك الشعوب الغارقة في وحل الانحراف والرذيلة ، فجعلها أمة من خير الأمم ، تحمل النور والهداية إلى أصقاع الأرض ونواحي المعمورة ، وما كان ذلك إلا بصدق النية ، وقوه العزيمة ، فلم لا نكون من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، ولننفض عن كاهلنا وهم التنافر والاختلاف المقيت ؟ أنها دعوة صادقة لأنفسنا كما هي للآخرين . والله الموفق للسداد ، إنه نعم المولى ونعم النصير ، والحمد لله أو لا وآخرا .