ومن لا ينطق عن الهوى بالهجر وأمام الحاضرين المفجوعين به ، حتى سرت مقولتهم سريان النار في الهشيم ، وتلقفها اليهود والمنافقون وغيرهم من أعداء الدين فطفقوا يطبلوا لها ويزمروا ؟ 4 - وأخيرا ، أما يحق لنا أن نتساءل ويتساءل ومعنا الجميع : لم لم ينبس أحد من أولئك الصحابة ببنت شفة ردا على أبي بكر ، واعتراضا عليه ، واتهاما إياه بالهجر ، رغم أنه أوصى بعمر خليفة من بعده حين غلبه الوجع وأنشبت المنية فيه أظفارها ؟ ! بل هلل ذلك البعض وكبر خلاف ما بدا عليه حين أراد رسول الله صلى الله عليه وآله كتابة عهده باستخلاف علي عليه السلام . فأي الاثنين أملك لعقله دون الآخر ، بل وأيهما رسول الله تعالى دون الثاني ؟ ! أنه مجرد تساؤل لا غير . نعم وأقول بوضوح كما هو ينبغي أن لا يخفى على الجميع : إنها الوصاية بعلي عليه السلام لا غير ، وكان المتصدين لمنع إثباتها أدرى بها من غيرهم ، وذلك ليس بخاف على المتتبعين المتفحصين لأبعاد هذه الواقعة وما تلاها .