responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 35


الإلهية ، لأنه [ ما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ] [1] .
نعم فهل يمكن حصر تلك الشخصية العظيمة التي شاءت إرادة الباري عز وجل أن تنيط بها هذه المسؤولية الجسيمة والخطيرة ، والتي ينبغي أن تكون مشخصة للجميع ، ومعلومة عندهم ، ومتميزة من بينهم ، تعرف دون عناء قد يضيع البعض في سلوك الدرب إليه ، أو يقع في جملة المتشابهات المتعددة .
أقول - ويوافقني في ذلك كل العقلاء - : إن من المنطقي الذي ينبغي أن تتسالم عليه آراء ومعتقدات الجميع كون معرفة تلك الشخصية الوارثة لهذا الأمر أيسر من أن تأخذ من المسلم مأخذا كبيرا ، وجهدا مضنيا ، لأن الله تبارك وتعالى ما أرسل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام إلا رحمة منه ولطفا يفيضه على عباده ، وجعل صراط الحق الذي يدعو أولئك المرسلين إليه بينا واضحا لا لبس فيه ولا شبهة ، يسلكه من ابتغى النجاة ، ويعرض عنه من أبى ، وليس للثاني حجة يحتج بها يوم القيامة ، وتلك هي العدالة السماوية ، وإلا لانتفى ذلك المفهوم عندما يعجز البعض عن إدراك الحق لقصور المشرع في تحديد مسالكه ، وذلك ما يستحيل افتراضه ، وإن افترضه البعض معاندة للحق فليس هو إلا محض افتراء وتجني على المرسل والرسول ، ومجافاة صريحة للعقل والمنطق ، وهذا ما يستدل به في وجوب تشخيص الوصي والنائب عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأنه ليس من المنطقي أن يجعل الله تبارك وتعالى وصي رسوله لغزا مخفيا ، وسرا مموها ، لما في ذلك من التعارض البين مع الرحمة الإلهية أولا ، ومع حكمة نصب هذا الإمام ثانيا ، وكذا هو حال الرسول صلى الله عليه وآله .
إذن فماذا يجيبنا الاستقراء العلمي والبعيد عن الهوى والتعصب



[1] النجم 53 : 3 - 4 .

35

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست