الحجرة النبوية ، ومن قائل بأنّه في بيتها مقابل الحجرة النبوية ، وثالث يقول : إنّه في البقيع وسط قبور أهل البيت بدون تحديد . هذه الحقيقة الأولى التي استنتجت منها أنّها - سلام الله عليها - أرادت بهذا أن يتساءل المسلمون عبر الأجيال عن السبب الذي دعاها أن تطلب من زوجها أن يدفنها في الليل سراً ، ولا يحضر جنازتها منهم أحد ! ! وبذلك يمكن لأي مسلم أن يصل إلى بعض الحقائق المثيرة من خلال مراجعة التاريخ . ثانياً : اكتشفت أنّ الزائر الذي يريد زيارة قبر عثمان بن عفان يمشي مسافة طويلة حتّى يصل إلى آخر البقيع ، فيجده تحت الحائط ، بينما يجد أغلب الصحابة مدفونين في بداية البقيع قرب المدخل ، وحتّى مالك بن أنس صاحب المذهب - وهو من تابعي التابعين - مدفون قرب زوجات الرسول ، وتحقّق لدى ما قاله المؤرّخون من أنّه دفن " بحش كوكب " وهي أرض يهودية ; لأنّ المسلمين منعوا دفنه في بقيع رسول الله ، ولمّا استولى معاوية بن أبي سفيان على الخلافة اشترى تلك الأرض من اليهود وأدخلها في البقيع ، ليدخل بذلك قبر ابن عمّه عثمان فيها ، والذي يزور البقيع حتّى اليوم سيرى هذه الحقيقة بأجلى ما تكون . وإنّ عجبي لكبير حين أعلم أنّ فاطمة الزهراء - سلام الله عليها - أول من لحق بأبيها ، فبينها وبينه سته أشهر على أكثر الاحتمالات ، ثمّ لا تدفن إلى جانب أبيها . وإذا كانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي التي أوصت بدفنها سرّاً ، فلم تدفن بالقرب من قبر أبيها كما ذكرت ، فما بال ما حصل مع جثمان ولدها الحسن ، لم يدفن قرب قبر جدّه ؟ فقد منعت هذا ( أم المؤمنين ) عائشة وقد فعلت ذلك عندما جاء الحسين بأخيه الحسن ليدفنه إلى جانب جدّه رسول الله ، فركبت عائشة بغلة وخرجت تنادي وتقول : لا تدفنوا في بيتي من لا أُحبّ ! !