نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 352
تعالى : ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون * قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) [131] ففي هذه الآيات ردا على ما فعلوه وما قالوا به فيما سبق هذه الآية من آيات . وفيها قواعد أساسية لإقامة المجتمع الصالح وفيها أخيرا ردا كافيا على من اتهم الإسلام بالجمود فيما بعد . قال المفسرون : والمعنى : أن الله تعالى هدى الإنسان من طريق الفطرة إلى إيجاد أنواع الزينة التي يستحسنها مجتمعة ويستدعي انجذاب نفوسهم إليه وارتفاع نفرتهم واشمئزازهم عنه . فالله يخرج لهم الزينة . قد كانت مخبية خفية . بإظهارها لحواسهم . ولو كان الإنسان يعيش في الدنيا وحده في غير مجتمع من أمثاله . لم يحتاج إلى زينة يتزين بها قط . ولا تنبه للزوم إيجادها . لأن ملاك التنبيه هو الحاجة . لكنه لما لم يسعه إلا الحياة في مجتمع من الأفراد . وهم يعيشون بالإرادة والكراهة والحب والبغض . والرضى والسخط . فلا محيص لهم من العثور على ما يستحسنونه وما يستقبحونه من الهيئات والأزياء . فيلهمهم المعلم الغيبي من وراء فطرتهم بما يصلح ما فسد منهم ويزين ما يشين منهم . وهذه المسماة بالزينة من أهم ما يعتمد عليه الاجتماع الإنساني . وهي من الآداب العريقة التي تلازم المجتمعات . وتترقى وتنزل على حسب تقدم المدنية والحضارة . ولو فرض ارتفاعها من أصلها في مجتمع من المجتمعات . انهدم الاجتماع . وتلاشت أجزاءه من حينه ، لأن معنى بطلانها ، ارتفاع الحسن والقبيح ، والحب والبغض ، والإرداة والكراهة ، ولا مصداق للاجتماع الإنساني عندئذ . وقوله : ( والطيبات من الرزق ) الطيب هو الملائم للطبع . وهي الأنواع المختلفة مما يرتزق به الإنسان بالتغذي منه . أو مطلق ما يستمد به في حياته وبقائه . كأنواع الطعام والشراب والمنكح والمسكن ونحوها . وقد جهز الله سبحانه الإنسان بما يحس بحاجته إلى أقسام الرزق . ويستدعي تناولها بأنواع من