نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 342
الله . فالله أجل من أن يبدأك بشر وضر . والآية وإن كانت خصت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخطاب . لكن المعنى عام للجميع . وبعبارة أخرى . هذه الآية والآيتين الأخريين ( ذلك بأن الله لم يك مغيرا ) " الآية " ( وما أصابكم من مصيبة ) " الآية " متكفلة الخطاب الاجتماعي لتلفها للخطاب الفردي . فإن للمجتمع الإنساني كينونة إنسانية وإرادة واختيارا غير ما للفرد من ذلك ، فالمجتمع ذو كينونة يستهلك فيها الماضون والغابرون من أفراده . ويؤاخذ متأخر وهم بسيئات المتقدمين . وليس يصح ذلك في الفرد بحسب حكمه في نفسه أبدا . فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصيب في غزوة أحد في وجهه وثناياه . وأصيب المسلمون بما أصيبوا . هو صلى الله عليه وآله وسلم نبي معصوم إن أسند ما أصيب به إلى مجتمعه وقد خالفوا أمر الله ورسوله . كان ذلك مصيبة سيئة صابته بما كسبت أيدي مجتمعه وهو فيهم كموسى عليه السلام فقد أصاب بني إسرائيل عذاب التيه في الصحراء بما كسبت أيديهم كان موسى عليه السلام فيهم - وإن أسند إلى شخصه الشريف كان ذلك محنة إلهية أصابته في سبيل الله . وفي طريق دعوته الطاهرة إلى الله على بصيرة . فإنما هي نعمة رافعة الدرجات . وكذا كل ما ما أصاب قوما من السيئات إنما تستند إلى أعمالهم على ما يراه القرآن ولا يرى إلا الحق . وأن ما أصابهم من الحسنات فمن الله سبحانه . . . والله تعالى يذكر في آياته ، أن شيئا من خلقه لا يقدر على شئ مما يقصده من الغاية . ولا يهتدي إلى خير إلا بإقدار الله وهدايته قال تعالى : " الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى " [106] وقال تعالى : " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكي منكم من أحد أبدا " [107] ويتبين بهاتين الآيتين وما تقدم من معنى آخر . لكون الحسنات لله عز اسمه . وهو أن الإنسان لا يملك حسنة إلا بتمليك من الله وإيصال منه . فالحسنات كلها لله والسيئات للإنسان . وبه يظهر معنى قوله تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) فلله سبحانه الحسنات بما أن كل حسن مخلوق له . والخلق والحسن لا ينفكان . وله
[106] سورة طه ، الآية : 50 . [107] سورة النور ، الآية : 21 .
342
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 342