نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 332
بالإعطاء والمنع والزيادة والنقيصة . ولولا نعم الله هذه ما وفقتم وفنيتم عن آخركم . ( ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ) من يخرج من الأمور غير المفيدة في باب . أمور مفيدة في ذلك الباب بالكينونة والتوالد . كخلق الإنسان الحي والحيوان الحي والنبات الحي من التراب الميت وبالعكس . وكخروج الإنسان العاق الصالح من الإنسان الذي لا عقل له ولا صلاح وبالعكس وخروج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن . ومن يدبر الأمر في جميع خلقه ؟ ( فسيقولون الله ) اعترافا بأنه الذي ينتهي إليه جميع هذه التدبيرات في الإنسان وغيره ولأن الوثنيين يعتقدون ذلك . أمر الله نبيه أن يوبخهم أولا على ترك تقوى الله بعبادة غيره مع ظهور الحجة . ثم يستنتج لهم من الحجة وجوب توحيده تعالى فقال : ( فقل أفلا تتقون ) ثم قال : ( فذلكم الله ربكم الحق ) وقد وصف الله بالحق ليكون توضيحا لمفاد الحجة وتوطئة وتمهيدا لقوله بعده : ( فماذا بعد الحق الضلال ) لأنه إذا كانت ربوبيته تعالى حقه . فإن الهدى في اتباعه وعبادته . لأن الهدى مع الحق لا غير . وعلى هذا فلا يبقى عند غيره . الذي هو الباطل إلا الضلال . ثم تمم الآية بقوله : ( فأنى تصرفون ) أي إلى متى تصرفون عن الحق الذي معه الهدى إلى الضلال الذي مع الباطل . وقوله بعد ذلك : ( كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ) الإشارة بقوله : ( كذلك ) إلى ما تحصل من الآية السابقة . أن المشركين صرفوا عن الحق . وفسقوا عنه فوقعوا في الضلال . إذ ليس بعد الحق إلا الضلال . ومعنى قوله : ( كذلك حقت كلمة ربك ) أن الكلمة الإلهية والقضاء الحتمي الذي قضى به في الفاسقين - وهو أنهم لا يؤمنون - هكذا حقت وثبتت في الخارج وأخذت مصداقها وهو أنهم صرفوا عن الحق فوقعوا في الضلال . أي إنا لم نقض عدم هدى الفاسقين وعدم إيمانهم ظلما ولا جزافا . وإنما قضينا ذلك . لأنهم صرفوا عن الحق وفسقوا فوقعوا في الضلال ولا واسطة بينهما . ثم أمر الله تعالى نبيه أن يقول : ( قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده ) لأن الذي بيده كل شئ ثم يعيده يستحق أن يعبده الناس . اتقاء من يوم لقائه . ليأمن من أليم عذابه . وينال عظيم ثوابه يوم القيامة . والله تعالى له ذلك
332
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 332