نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 238
لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ) * [1] قال في الميزان : أي إنا جعلنا بعض الناس لبعض فتنة يمتحنون بها ، فالرسل فتنة لسائر الناس يمتحنون بهم ، فيتميز بهم أهل الريب من أهل الإيمان . والمتبعون للأهواء من طلاب الحق ، وقوله تعالى : * ( وكان ربك بصيرا ) * أي عالما بالصواب في الأمور ، فيضع كل أمر في الموضع المناسب له ويجري بذلك أتم النظام ، فهدف النظام الإنساني كمال كل فرد بقطعه السعادة أو الشقاوة على حسب ما يستعد له ويستحقه ، ولازم ذلك بسط نظام الامتحان بينهم ، ولازمه ارتفاع التمايز بين الرسل وغيرهم [2] ، وقال ابن كثير في تفسيره في معنى الآية : أي اختبرنا بعضكم ببعض وبلونا بعضكم ببعض لنعلم من يطيع ممن يعصي ، ولهذا قال * ( أتصبرون وكان ربك بصيرا ) * أي بمن يستحق أن يوحى إليه . كما قال تعالى : * ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) * . ومن يستحق أن يهديه الله لما أرسلهم به ومن لا يستحق ذلك . وقال ابن إسحاق في قوله " وجعلنا بعضكم لبعض فتنة " أي لو شئت أن أجعل الدنيا مع رسلي فلا يخالفون لفعلت ، ولكني قد أردت أن أبتلي العباد بهم وأبتليكم بهم [3] . ولما كان الناس يختبرون بالأنبياء والرسل . فإنهم يختبرون أيضا بتلاميذ وحواري وأوصياء الأنبياء والرسل . ولقد تم اختبارهم بأبناء هارون وبتلاميذ المسيح عليه السلام . ويشهد بذلك كتب التراجم والتواريخ والسير والأمة الخاتمة لم تستثنى من ذلك ، ولقد قابلت دائرة هارون وبنوه في الشريعة الموسوية . دائرة علي بن أبي طالب وبنوه في الشريعة المحمدية ، ففي الحديث الصحيح روي أن النبي ( ص ) قال لعلي بن أبي طالب " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
[1] سورة الفرقان آية 20 . [2] الميزان 194 / 15 . [3] ابن كثير في التفسير 313 / 3 .
238
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 238