أَرُوضُها بالتَّقْوَى » [1] .
النَّفس : الروح ، والنَفَس : الريحُ الداخل والخارج في البدن من الفم والمِنْخر ، وهو كالغذاء للنفس وبانقطاعه بطلانها ، ويقال للفَرَج نَفَس [2] . ومن هذا جاء قوله عليه وآله الصلاة والسلام : « لا تسُبّوا الريح فإنّها من نَفَس الرَّحمن » . يريد أنّه تعالى يفرّج بها الكروب ، ويطرد بها الجدوب [3] . وقولهم : اللهم نفّس عنّي ، أي فرّج عنّي [4] .
ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : « أجد نَفَسَ ربّكم من قبل اليمن » . أراد أنّ غوث الله ونصره يأتيان من قبل اليمن ، يعني القبيلة لا البلدة ، والقبيلة هم الأنصار الذين نفّس اللّه بهم خناق الدين ، وكشف بأيديهم كرب المؤمنين [5] . ومن المجاز ما جاء في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وأَنْتُم في نَفَسِ البقاءِ » [6] . أي سعة البقاء ، من قولهم : أنت في نفس من أمرك : أي في سعة [7] . والنَّفس : الماء ، سُمّي نفساً لأنّ به قوام النفس [8] . ولكون النَّفس داخل في جوف الإنسان استعاره عليّ ( عليه السلام ) للمعادن التي حوتها بطون الأرض والجبال بقوله عن جوده تعالى : « ولَوْ وَهَبَ مَا تَنَفّستْ عَنْهُ مَعَادِنُ الجِبَالِ ، وَضَحِكَتْ عنه أَصْدَافُ البحار » [9] واستعار لفظ الضحك للأصداف [1] . وباعتبار الروح ومعنى الفيض جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ولقد قُبِضَ رَسُولُ الله ( صلى الله عليه وآله ) وإنّ رَأْسَهُ لَعَلَى صَدْرِي ، ولَقَدْ سَالَتْ نَفْسُهُ في كَفّي ، فَأَمْرَرْتُهَا على وَجْهِي » [2] . والنَّفس : العين ، يقال : أصابت فلاناً نفسٌ ، أي عين [3] . والنَّفْس : الإرادة ، من قولهم نفْسُ فلان في كذا ، أي إرادته . والنفس : الغيب ، يقول القائل : إنّي لا أعلم نَفْسَ فُلان ، أي غيبه [4] . والنَّفس : القليل من الدِّباغ ، يقال : هَبْ لي نفساً من دِباغ [5] .
