قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من لم يتعزّ بعزاء الله تقطّعت نفسه حسرات على الدُّنيا » [1] . والحديث الآخر : « من لم يتعزّ بعزاء الله فليس منّا » .
وفسّر ابن الأثير عزاء الله : دعوى الإسلام ، فيقول : يا للإسلام ، أو يا للمسلمين ، أو يا للّه [2] . وقال الطريحي : عزاء الله : التصبّر والتسلّي عند المصيبة ، وشعاره أن يقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، كما أمر الله ، ومعنى بعزاء الله ، بتعزية الله إيّاه ، فأقام الاسم مقام المصدر [3] . والعزاء : الصبرُ عن كلِّ ما فقدت . وعزّيت فلاناً أعزّيه تعْزيةً ، أي أسّيته وضربتُ له الأسى ، وأمرته بالعزاء فتعزّى تعزّيا ، أي تصبّر تصبّراً ، وتعازى القوم : عزّى بعضهم بعضاً [4] . ومنه جاء الحديث « من عزّى حزيناً كُسي في الموقف حلّة يحبر بها » [5] .
والعزه : الجماعة والفرقة من الناس ، والهاء عوض من الياء ، والجمع عِزًى على فِعَل وعِزون ، وعُزون أيضاً بالضم قالوا : هي الحلقة المجتمعة من الناس ، كأنّ كلّ جماعة اعتزاؤها ، أي انتسابها واحد [6] .
[ عسب ] روي « أنّه نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن عسيب الفحل » . وهو أجر الضراب [1] .
عسيب الفحل : هو على حذف المضاف ، والأصل عن كراء عسب الفحل ، لأنّ ثمرته المقصودة غير معلومة فإنّه قد يُلقح وقد لا يلْقِح فهو غرور [2] . يقال : أعطني عَسْب فحلك ، أي ماءه [3] . وقيل : العَسْب هو الضراب نفسه لقول الشاعر ، وذكر قوماً أسروا عبداً له فرماهم به :
فلولا عَسْبُه لتركتموه * وشَرُّ منيحة عَسْبٌ مُعارٌ [4] .
والمستعسب المستطرق ، وهذا كلب يعسب إذا ابتغى السفاد ، وكأنّه سمّي عسباً لأنّ الفحل يركب العسيب إذا سفد [5] .
