لرجل آخر ، فيدخل ربّ النخلة إلى نخلته فربّما كان مع صاحب النخل الكثير أهله في النخل فيؤذيه بدخوله ، فرخصّ لصاحب النخل الكثير أن يشتري ثمر تلك النخلة من صاحبها قبل أن يَجُدّه بتمر لئلاّ يتأذّى به [1] . قال الزمحشري : سُمّيت عَريّة ، لأنّه إذا وهب ثمرتها فكأنّه جرّدها من الثمرة وعرّاها منها ، ثم اشتق منها الإعراء [2] . والعريّة فعيلة بمعنى مفعولة ، من عراه يعروه ، إذا قصده . ويحتمل أن تكون فعيلة بمعنى فاعلة ، من عَرِيَ يَعْرَى ، إذا خلع ثوبه ، كأنها عُرّيت من جملة التحريم فعريت : أي خرجت . وفي خبر أبي سَلَمة : « كنتُ أرى الرؤيا أعْرَى منها » . أعرى : أي يصيبني البَرْدُ والرِّعْدَةُ من الخوف ، يقال : عُرِي فهو مَعْروٌّ ، والعُرَوَاء . الرِّعْدةُ [3] . وهي الرِّعدة عند الحمّى ، يقال منه : قد عُرِي الرجلُ فهو مَعروّ ، إذا وجد ذلك ، فإذا تثاءب عليها فهي الثُّؤباء ، فإذا تمطّى عليها فهي المُطْوَاء ، فإذا عرِق فهي الرُّحضاء . ومنه الحديث المرفوع أنّه جعل يَمْسَح الرحَضَاء عن وجهه في مرضه الذي مات فيه ( صلى الله عليه وآله ) [4] . وعراه أمرٌ يعروه عَرْواً ، إذا حلّ به [5] . ومن هذا جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) للمنافق : « وإنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ انْفَرَجَ عن شَرائِطِ المِلَّةِ » [6] . والعُروة : عُروة الدلو والكوز ، والجمع عُرى [1] . واستعار منها للروابط والعلاقات في وصفه ( عليه السلام ) للموتى بقوله : « بَلِيَتْ بَيْنَهُمْ عُرَى التَّعَارُفِ » [2] . وفي الحديث : « إنّ الكاسيات العاريات والمائلات المميلات لا يدخلن الجنّة » . أي اللواتي يلبسن الرقيق الشّفاف [3] . وقيل : أي كاسيات من نعم الله عاريات من الشكر [4] .
[ عزب ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « عَزَبَ رأيُ امْرىء تَخَلَّفَ عَنّي » [5] .
عزَب : يقال عزب عنّي فلان ، يعزُب ويعزب عزوباً : غاب وبعد [6] . وأراد ( عليه السلام ) بعده عن الصواب والسداد . ومنه قوله تعالى :
