أيها الناس إن أمس أمل ، واليوم عمل ، وغدا أجل ، فاعتبروا بمن في القبور إلى يوم النشور ، ممن موهت لهم الأمثال الاعمال ، وأقحمتهم الآجال الأوجال .أيها الناس إن ثمرة الحزم السلامة ، وثمرة العجز الندامة ، فقد روا قبل التقحم وتدبروا قبل التندم ، فيد الرفق تجنى ثمرة النعم ، ويد العجز تغرس شجرة النقم .12 - وقال عليه السلام : قدر الرجل على قدر همته ، وشجاعته على قدر أنفته وصداقته ( 1 ) على قدر مروته ، وعفته على قدر غيرته . ( 2 ) .13 - وقال عليه السلام : الظفر بالحزم والحزم با جالة الرأي : والرأي بتحصين السر ( 3 ) .14 - وقال عليه السلام : فرض الله تعالى الايمان تطهيرا من الشرك والصلاة تنزيها من الكبر ، والزكاة سببا ( 4 ) للرزق ، والصيام ابتلاء لاخلاص الخلق ، والحج تقوية ( 5 ) للدين ، والجهاد عزا للاسلام ، والامر بالمعروف مصلحة للعوام ، والنهى عن المنكر ردعا للسفهاء ، وصلة الرحم منماة للعدد ، والقصاص حقنا للدماء ، و إقامة الحدود إعظاما للمحارم ، وترك شرب الخمر تحصينا للعقل ، ومجانبة السرقة إيجابا للعفة ، وترك الزنا تصحيحا للنسب - وقيل : تحصينا - وترك اللواط تكثيرا للنسل ، والشهادات استظهارا على المجاحدات ( 6 ) ، وترك الكذب تشريفا للصدق ، والسلام أمانا من المخاوف ، والإمامة ( 7 ) نظاما للأمة ، والطاعة
1 ) في النهج : صدقه . 2 ) أورده في نهج البلاغة : 477 ، عنه الوسائل : 11 / 200 ح 14 ، والبحار ، 70 / 4 ح 2 ومستدرك الوسائل : 2 / 43 ح 5 3 ) أورده في نهج البلاغة : 477 ح 48 ، وفيه " الاسرار " بدل " السر " عنه البحار : 71 / 341 ضمن ح 14 ، وج 75 / 71 ح 16 . 4 ) في النهج : تسبيا . 5 ) في النهج : تقربة . 6 ) مفردها مجاحدة ، وهي الانكار والجحود . وفي " أ " و " ط " المجاهدات . 7 ) " أ " و " ط " والينابيع : الأمانة .