وواضح جدا أن التأليف بهذا الشكل والجهد الثقيل يأخذ مكانه اللائق في المكتبة العربية ويبقى خالدا مع التاريخ . . والحياة . . للمتعة الفكرية المودوعة فيه وحيويتها وخصبها .
فكان على المؤلف . . أن يتابع نهجا صحيحا دقيقا يسدي بتأليفه خدمة للفكر والثقافة ، ويودع فيه قيما فكرية تخلده وإن اعترضته صعوبات كثيرة ، ومعنى ذلك أنه يحمل للناس في كتابه من القيم الفكرية والخصائص الأدبية والفوائد العلمية التي كانوا يجهلونها .
ومن تلكم الكتب التي يحاول سماحة شيخنا . . أن يدفع زمرة المؤلفين إلى مطالعتها ، هذا الكتاب القيم الذي بين يديك فطالما حدثني عنه ورغب إلي اقتنائه والنظر فيه ولو مرة واحدة . .
لقد مرت شهور وتلتها أخرى وشاءت الظروف - وما أجملها في بعض الأحايين - أن اجتمع بالوجيه الجليل الأستاذ محمد كاظم الكتبي . . هذا الشهم الذي أخذ على نفسه بذل ماله في غير تردد وفي سخاء رائع ، لإحياء التراث الاسلامي والفكر العربي ، وإخراجه إلى الناس على أحسن وجه ممكن .
أجل شرفت باجتماعه لأدفع إليه كتابي الذي حققته وعلقت حواشيه ووضعت فهارسه - أخبار شعراء الشيعة - لأبي عبد الله محمد بن عمران ابن موسى المرزباني الخراساني المتوفى 384 ، للطبع والنشر وبعد أحاديث أدبية وتحدث فرغنا منه ، أتحفني بكتاب وقال : لي رغبة في طبعه ولكن بصورة محققة فقد كثر الطلب عليه وأصبح من النوادر ، وبعد أن سمعت الحجة شيخنا الأكبر . . يثني عليه وعلى مؤلفة ويرغب الناس على مطالعته واقتنائه . . وأحب أن تقوم أنت بهذه المهمة الشريفة والغاية الفكرية الجليلة .
لقد كنت في تقبل طلب - أبي صادق - من الزاهدين لأعمالي
