وقول القرآن مخلوق ، وجمع بينه وبين بشر المرسي [1] وسأله أن يكلمه وكان عبد السلام يرد على أهل الأهواء من المرجئة ، والجهمية ، والزنادقة والقدرية [2] وكلم بشر المرسي غير مرة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام ، كل ذلك كان الظفر له ، وكان يعرف بكلام الشيعة ، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده فلم أره يفرط ، ورأيته يقدم أبا بكر وعمر ويترحم على علي وعثمان ، ولا يذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا بالجميل ، وسمعته يقول : هذا مذهبي الذي الله به ، إلا أن ثم أحاديث يرويها المثالب ، وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث وهي أحاديث مروية نحو ما جاء في أبي موسى وما روي في معاوية فقال : هذه أحاديث قد رويت ، قلت : فتكره كتابتها وروايتها والرواية عمن يرويها . فقال : أما من يرويها عن طريق المعرفة فلا أكره ذلك .
وأما من يرويها ديانة ويريد عيب القوم بها فلا أرى الرواية عنه [3] .
وقال الخطيب : أخبرني عبيد الله بن عمر الواعظ ، ثنا أبي ، وأخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، ثنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك قال ، سمعت أبي يقول : سألت يحيى ابن معين عن أبي الصلت الهروي فقال : ثقة صدوق إلا أنه يتشيع [4] .
وقال الخطيب : أخبرنا الجوهري ، أخبرنا محمد بن العباس ، ثنا محمد ابن القاسم بن جعفر الكوكبي ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال :
