وهذا يمكن أن يلاحظ ليضاف إلى شروط كل من البخاري ومسلم المعروفة والتي توصل إليها الدارسون ، فلم يكن شرطهما منحصرا في الرواة والأسانيد فقط . كما درج على ذلك جميع الباحثين على ما أعلم ، وإنما تعدى الامر إلى النظر في المتون ، ومقارنتها بالروايات الأخرى للحديث التي جاء من غير طريق الصحيفة سواء عن أبي هريرة ، أو عن غيره .
كما روى الصحيفة الإمام أحمد عن عبد الرزاق ، رواها كاملة بإسناد واحد كما في الصحيفة هنا . وهناك اختلافات يسيرة في ترتيب الأحاديث . ومهما يكن من أمر فهي متابعة قوية أيضا لأحمد بن يوسف السلمى الذي رواها عن عبد الرزاق .
وقد روى جل أحاديث الصحيفة الحافظ أبو مسعود البغوي الفراء ، رواها في كتابه شرح السنة من طريق أبى بكر محمد بن الحسين القطان ، عن أحمد بن يوسف السلمى عن عبد الرزاق ، وهذه متابعة لمحمد بن إسحاق بن مندة .
وكذلك الحافظ أبو بكر البيهقي روى أحاديث من الصحيفة من طريق أبى بكر القطان عن السلمى .
فنحن إذا أمام أحاديث موثقه وصحيفة ، ومنها ما هو في أعلى درجات الصحة وهو ما اتفق عليه الشيخان .
وقد نشر الصحيفة الدكتور حميد الله - كما قلنا - واعتمد على مخطوطتين إحداهما في برلين والثانية في المكتبة الظاهرية بدمشق . واكتفى بأن قارن بين المخطوطتين من جهة وبينها وبين الصحيفة في مسند الإمام أحمد من جهة أخرى ، ولم يخرج شيئا من أحاديثها .
والصحيفة في حاجة إلى إعادة إخراج مرة أخرى للعوامل التاليه :
1 - وجود مخطوطة ثالثة لها ، وتوجد في دار الكتب المصرية تحت رقم 1981 حديث ، كما هو مكتوب على وجه الورقة الأولى منها ، وعلى هذه المخطوطة سماعات يرجع تاريخها إلى سبع وخمسين وخمسمائة .