عصره ببغداد ، فقد كان المصنّف يسأله أحياناً فقد سأله عن معنى النشّ ومعنى الأوقية عند اللغويين [1] ، كما ويسأله أيضاً عن كيفية تصغير الجدي فأنكر ذلك وقال : ما يصغر ، واستشهد بالشعر على تكبيره ببيت لم يحفظه المصنّف ويبدو انّ سؤاله هذا كان مشافهة [2] .
وقد يظهر عدم ذلك أيضاً إذا لاحظنا تحقيقه لفظ الحديبية حيث قال : وسألت ابن العصار القوهي اللغوي فقال : أهل اللغة يقولونها بالتخفيف ، وأصحاب الحديث يقولونها بالتشديد ، وخطه عندي بذلك وكان إمام اللغة ببغداد [3] .
ومهما يكن كيفية سؤاله مكاتبة أو مشافهة فإنّها استفادة منه لا ترتقي بالمسؤول إلى صف شيوخه ، كما أنّا إذا لاحظنا سنة وفاة ابن العصار هذا والتي كانت 3 محرم سنة 576 ه تيقنّا أنّ مساءلة ابن إدريس له مشافهة ومكاتبة كانت قبل الشروع بتأليف كتابه السرائر .
وهناك تعبير للمصنف قدس سره عن الشيخ سديد الدين الحمصي يوهم عدّه من شيوخه حيث قال : سألني شيخنا محمود بن عليّ بن الحسين الحمصي المتكلّم الرازي عن معنى هذا الحديث . . . ثم ذكر تفسيره إلى أن قال :
فأعجبه ذلك ، وقال : كنت لم أطّلع على المقصود فيه ، وحقيقة معرفته ، وكان منصفاً غير مدّع لما لم يكن عنده معرفة حقيقته ولا من صنعته ، وحقاً ما أقول لقد شاهدته على خُلق قلّ ما يوجد في أمثاله من عوده إلى الحق ، وانقياده
