responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 126


حزب التقوى ، وصرت من تبعة علىّ عليه السّلام ، والزمتك كلمة التقوى ، ولا تصلح النفس ، ولا ينجلي عنها غشوات العمى ، الَّا بهذه الآداب والتكاليف ، وما من شيء يقرّب العبد من اللَّه ، ويبعّد من الطاغوت الَّا وقد أمركم به الشرع ، ونهاكم عنه حتّى آداب بطنك وأكلك ، قال عليه السّلام : كلوا انصاف البطون ، قال علماء الأخلاق لا تطعم ولا تشرب حتّى تشتاق النفس إليهما ، وان تناولت منهما شيئا فلتبق من شهوتك لهما ، وادّب لسانك ان تصمت عن كلّ كلمة لا يعنيك ، ولا تتكلَّم بكلمة الَّا ان تقطع بعدم ضرر تلك الكلمة ، وبدّل كلامك بذكر اللَّه ، ولا تنساه ، فانّك ان ذكرته ذكرك ، ومن ذكره لا يذلّ ولا يخزى وكن عند امره ونهيه كالميّت بين يدي المغسل هذا في الحال وامّا المال ان لا ترى لنفسك بما خوّلك اللَّه ملكا فانّك لو صرت كذلك ، هان عليك الدنيا بما فيها ، وعامل الناس كما تحبّ ان يعاملوك ، وقلَّل معاريفك بل تنكّر ما عرفت فانّ اعلم طبقات الناس ذئاب في ثياب ، واوّل مفاسد المخالطة انّ أغلب طبقات الناس أبناء الدنيا الَّا القليل من الاقلّ من الألف واحد ، فإذا خالطت معهم تستكسب من طباعهم ، والطبع مكتسب من كلّ مصحوب ، فتنهمك شيئا فشيئا في الدنيا فيضيع دينك ، ولو تصوّرت انّك تقدر ان تجمع راحة الدنيا ، ولذّت النفس مع سعادة الآخرة ، فهذا امر لم يخلقه اللَّه والجمع غير ممكن ، ولعلَّك بحمقك زعمت انّ ايّام ظهور الحجّة تستريح من التعب ويطيب عيشك ، فتستلذّ يومئذ من الدنيا لأنّك سمعت الحديث انّ في دولة الحقّة يحملون الزكاة في القرى على رؤسهم فلا يجدون من يستحقّه وما عرفت معنى الحديث فذلك لا لأجل اقبال الدنيا عليهم قال المحدّث النوري في النجم الثاقب ، انّ السبب كثرة قناعة المؤمنين ، والاقتصاد على قدر الضرورة ، من المأكول ، والملبوس ، والمسكن والنكاح ، فلا يحتاجون إلى الزائد عن قدر الحاجة ، فلا يشتغلون في تحصيل كثرة المال والعقار ، وذلك لأنّه مناف مع الغرض من ظهوره عليه السّلام لأنّه انّما يأتي ليدعوا الناس إلى اللَّه ، فيكمل علمهم ، وعملهم ، وحاشاه غير الزهد ، كما في غيبة النعمائى عن الصادق عليه السّلام قال تطلبون خروج القائم ، فو اللَّه إذا خرج لا يلبس الَّا الخشن ، ولا يأكل الَّا الجشب أو من غير ادام وليس له شغل الَّا السيف ، وفي رواية أخرى : ذكر عند الرضا عليه السّلام

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست