وقد يكون ثناءً عليه تعالى بأنه حي قيوم منزه عن الشريك ، وعن النقص ، وعن الصاحبة والولد ، مع أن عدم وجود شريك له تعالى ليس فعلاً اختيارياً له سبحانه ، بل هو ليس من مقولة الفعل أصلاً .
وخلاصة الأمر : إن الأفعال المشيرة إلى صفات الفعل تصدر عنه تعالى باختياره . فالله قوي لأنه يصدر عنه باختياره ما يشير إلى القوة ، وهو : رحيم ، خالق ، رازق ، حكيم ، لأنه يصدر عنه باختياره فعل يشير إلى الرحمة والرازقية والحكمة الخ . . فيستحق الحمد لأجل ذلك ، كما يستحق الحمد لأجل أنه حي قيوم ، لا شريك له ، ولا نقص فيه .
اختصاص الحمد بالله سبحانه :
وعن سبب تخصيص الحمد كله بالله تعالى :
إن « ال » للجنس أو للاستغراق وعلى كلا الحالتين تفيد الاستغراق والشمول للأفراد . والفرق بينهما إنما هو بالاعتبار ، والإجمال والتفصيل .
أي أن حقيقة الحمد إنما يستحقها الله سبحانه ، أو أن الذي يستحق جميع أفراد ومراتب الحمد هو الله سبحانه .
فعلى الأول : تكون للجنس .
وعلى الثاني : تكون للاستغراق .
