إلى الأصوات ، وتميز بينها ، وتعرف الشجي من النشاز . والقوي من الضعيف ، وما إلى ذلك .
وبواسطة اللمس تعرف الحار والبارد ، واللين والقاسي ، والخشن والأملس الخ . .
وكذلك بالنسبة إلى حاسة الشم في المشمومات ، وحاسة الذوق في المطعوم والمشروب .
الهداية العقلية : التي ندرك بها ما لا يقع تحت قدرة الحواس ، ولا ينال بالإلهام ، وذلك مثل الحسن ، والقبح ، والعدل والظلم ، والتوافق والتضاد ، والتناقض وعدمه وما إلى ذلك .
الهداية الشرعية : وهي تكون فيما يعجز العقل عن درك كنهه ، ويقف حائراً أمامه . وقد تحول الأهواء ، والغرائز والشهوات دون وصول العقل إليه ، حينما تهيمن عليه تلك الأهواء والشهوات ، وتفقده القدرة على التمييز ، فتشتبه عليه الأمور ، ويخلط الحق بالباطل .
فيأتي دور الشرع ليحل محل العقل في الهداية والبيان .
وبعد هذا البيان نقول :
كأنهم يريدون أن يقولوا : إن معنى الآية الشريفة هو : اهدنا إلى شريعتك ، وبها ، في المواقع التي يعجز العقل ، والإلهام ، والحواس عن إدراك وجه الصواب فيها .
