هداية . ولا بد من طلبها منه تعالى . ولا بد من الإلحاح والإصرار على هذا الطلب . * ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) * .
وثانياً : إن المراد هو استمرار الهداية الإلهية ، لأنه إذا وكلنا إلى أنفسنا فإن أهواءنا وشهواتنا ، والمغريات والضغوطات تتسلط علينا فتزين لنا الانحراف والخطأ . حتى لنرى الحق باطلاً ، والباطل حقاً ، ونقع في المآثم والمظالم ، ونصبح في ظلمات بعضها فوق بعض .
* ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) * [1] .
* ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) * [2] .
وفي ناحية الهداية أيضاً يكون الأمر كذلك . قال تعالى : * ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ) * [3] .
وقال سبحانه : * ( هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) * [4] .
فالحاجة إلى المعونة والهداية قائمة ودائمة . فطلبها لا بد أن يستمر ، ليشملك اللطف الإلهي الغامر . أما إذا انقطعت عن طلب الهداية ، وأحسست بعدم الحاجة إليها ، فقد قطعت صلتك
