إذن ، فلا يجوز ( وفق مقولتهم ) أن نقول عندما يتكالب علينا المستكبرون : يا مهدي أدركنا . وعندما يتكالب علينا الأعداء ، ونحتاج إلى الأسوة ، وإلى إلهاب روح التضحية والفداء لندفع عنا كيد الأعداء ، لا يجوز أن نقول : يا حسين . وحينما نشعر بالمظلومية ونحتاج لبلسمة الجراح لا يجوز أن نقول : يا زهراء .
وعندما نحتاج إلى الصبر في موقع الكرب والبلاء ، لا يجوز ( وفق مقولتهم أيضاً ) أن نقول : يا زينب . وعندما نريد أن نتقوى على العمل الكبير والخطير ، لا يجوز أن نقول : يا علي . ولا يجوز أن نطلب شفاء المريض ، وحفظ الغائب من النبي أو الولي . إلى آخر ما هنالك .
وهذا الكلام ظاهره جميل ومنسجم مع تقديم كلمة * ( وَإِيَّاكَ ) * المفيد للتخصيص للاستعانة به تعالى ، في قوله تعالى : * ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) * .
ولكن الحقيقة هي : أنه كلام غير مقبول ، بل وغير معقول . وذلك لما يلي :
إنه لو صح هذا لاقتضى تحريم قصد الطبيب للعلاج . ولاقتضى تحريم شرب الدواء . ولاقتضى كذلك تحريم طلب المعونة في حمل الحجر أو الصندوق الثقيل ، ولاقتضى تحريم أن يطلب الإنسان من أحد أن يناوله الإبريق مثلاً ليشرب . فإن ذلك كله
