responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 696


وأمّا معنى الهدى فقوله عزّ وجل : * ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) * « 1 » ، ومعنى الهادي المبيّن لما جاء به المنذر من عند اللَّه ، وقد احتجّ قوم من المنافقين على اللَّه تعالى : * ( إِنَّ اللَّه لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها ) * « 2 » وذلك أن اللَّه تعالى لمّا أنزل على نبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم * ( ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) * ، قال طائفة من المنافقين :
* ( ما ذا أَرادَ اللَّه بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِه كَثِيراً ) * فأجابهم اللَّه تعالى بقوله : * ( إِنَّ اللَّه لا يَسْتَحْيِي ) * ، الآية .
فهذا معنى الضلال المنسوب إلى اللَّه سبحانه لأنه أقام لهم الإمام الهادي لما جاء به المنذر فخالفوه وصرفوا عنه بعد أن أقرّوا بفرض طاعته ، ولمّا بيّن لهم ما يأخذون وما يذرون فخالفوه وضلَّوا .
هذا مع علمهم بما قاله النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : لا تصلَّوا عليّ صلاة مبتورة إذا صلَّيتم عليّ بل صلَّوا على أهل بيتي ولا تقطعوهم عنّى فإنّ كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلَّا سببي ونسبي ، ولمّا خالفوا اللَّه تعالى ضلَّوا وأضلَّوا فحذر اللَّه الأمّة من إتّباع الهوى ، فقال سبحانه : * ( ولا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وأَضَلُّوا كَثِيراً وضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ ) * « 3 » والسبيل هاهنا الوصيّ وقال سبحانه : * ( ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ ) * « 4 » ، الآية ، فخالفوا ما وصّاهم اللَّه تعالى به واتّبعوا أهواءهم فحرّفوا دين اللَّه جلَّت عظمته وشرائعه وبدّلوا فرائضه وأحكامه وجميع ما أمروا به كما عدلوا عمّن أمروا بطاعته وأخذ عليهم العهد بموالاته ، واضطرهم ذلك إلى استعمال الرأي والقياس فزادهم ذلك حيرة والتباسا ،


( 1 ) الرعد : 7 . ( 2 ) المائدة : 77 . ( 3 ) المائدة : 77 . ( 4 ) الأنعام : 153 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 696
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست