responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 658


القوسين والوقوف على التطنجين .
ولذا ورد في القدسيّات على ما مرّ : لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولو لا علىّ لما خلقتك « 1 » ، وإمّا للتعبير به عن هداية أمّته ، حيث إنّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم تحمّل ذنوب أمّته عنهم ليغفر له اللَّه ما تقدّم من ذنب أمّته وما تأخر ، كما ورد عن الإمام عليه السّلام في تفسير صدر الآية .
ثمّ إنّه يظهر لك ممّا مرّ أنّ تفسير المنعم عليهم بخصوص المتقين أو السالكين ، أو التائبين ، أو المشتاقين ، أو المنقطعين إليه سبحانه ، أو الفانين عن هويّات وجوداتهم وذواتهم فيه به له ، إلى غير ذلك من المقامات الَّتي لا تدركها العقول ، ولا تنالها الأوهام إلَّا بعد الوصول تخصيص من غير مخصّص بعد اشتراك الجميع في الهداية والاستقامة ، وإن اختلفت في مراتب الفضل والكرامة ، فإنّ هذه كلَّها كالفروع والجزئيّات لما ذكرناه من الولاية التي هي الأصل المحتوي على جميع ذلك وعلى غيره ممّا لم يذكر في المقام ، ولم تجربها الأقلام ، بل لم تخطر على الأوهام .
وأمّا تعيين الفرقة المنعم عليهم من بين فرق الإسلام فقد لوّحنا لك أنّه الفرقة الناجية الإماميّة الاثني عشرية ، وستسمع تمام الكلام في إقامة البرهان من طريق العقل والنقل على أنّهم هم المخصوصون بالهداية والعناية والكرامة والاستقامة من بين الفرق الاسلاميّة الذين أضافوا إليهم اسمه وأضاعوا رسمه ، وهم بضع وسبعون فرقة كلَّهم في النار فضلا عن غيرهم من فرق الكفار ، ولانحرافهم بالغلوّ والإلحاد عن الصراط المستقيم الذي هو الإقتصاد في الأقوال والأفعال والاعتقاد فيمن سمّاهم اللَّه تعالى بالمنذر والهاد .


( 1 ) بحار الأنوار ج 15 ص 28 ح 5 - وج 57 ص 99 ح 3 والجملة الثانية ليست موجودة فيه .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 658
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست