responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 650


الَّذين أنعم اللَّه عليهم من النبيّين والصّدّيقين والشهداء والصالحين ، ولو لاستفادته من التعبير بالموصولة أو ظهور النعمة في الفرد الأكمل ، أو جميع أفرادها التي يختص بها المؤمن الكامل ، أو لأنّ النعمة لم تبق على الكفّار نعمة ، بل جعلوها نقمة عليهم ، ولذا كان مولينا أمير المؤمنين عليه السّلام ، بل كلّ نعمة من نعم اللَّه الَّتي هو عليه السّلام أعظمها نعمة على الأبرار ، ونقمة على الفجار * ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّه كُفْراً ) * « 1 » مضافا إلى تعقيبه بالمخصّص المتّصل الذي هو غير المغضوب عليهم ولا الضالَّين على فرض عمومه وإلَّا فقد عرفت اختصاصه من وجوه عديدة .
ولذا قال مولينا الإمام عليه السّلام : إنّ هؤلاء هم الذين قال اللَّه تعالى : * ( ومَنْ يُطِعِ اللَّه والرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ ) * « 2 » . « 3 » وحكى هذا بعينه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال ثمّ قال عليه السّلام ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال وصحّة البدن ، وإن كان كلّ هذا نعمة من اللَّه ظاهرة ألا ترون أنّ هؤلاء قد يكونون كفّارا أو فسّاقا فما ندبتم أن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم ، وإنّما أمرتم بالدعاء لأن ترشدوا إلى صراط الذين أنعم عليهم بالإيمان باللَّه وتصديق رسوله ، وبالولاية لمحمّد واللَّه الطَّيبين وأصحابه الخيّرين المنتجبين ، وبالتقيّة الحسنة التي يسلم بها من شرّ عباد اللَّه ومن شرّ الزنادقة في أيّام أعداء اللَّه بكفرهم بأن تداريهم فلا تغريهم بأذاك ولا أذى المؤمنين ، وبالمعرفة بحقوق الإخوان من المؤمنين فإنّه ما من عبد ولا أمة والى محمّدا وآل محمّد وأصحاب محمد وعادى من عاديهم إلَّا كان قد اتّخذ من عذاب اللَّه حصنا منيعا وجنّة حصينة ، وما من عبد ولا أمة داري عباد اللَّه بأحسن المداراة فلم يدخل بها في باطل ، ولم يخرج بها عن


( 1 ) إبراهيم : 28 . ( 2 ) النساء : 69 . ( 3 ) تفسير العسكري : ص 22 - 23 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 650
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست