responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 648


كما أنّه ربما يكون الشخص حيث يتلذّذ ويتنعّم بكلّ ما يرد عليه ولو من البلايا والمحن الدنيوية كالفقر والمرض والذلَّة وغيرها من البلايا والمصائب .
ولذا ورد في الخبر : إنّ العبد إذا بلغ حقايق اليقين ، فالبلاء عنده نعمة .
وفي العلوي الَّذي رواه كميل بن زياد إنّ النفس الكلية الإلهيّة لها خمس قوى بقاء في فناء ، ونعيم في شقاء ، وعزّ في ذلّ ، وفقر في غناء ، وصبر في بلاء ، ولها خاصيّتان : الرضا والتسليم « 1 » .
وذلك لا لإيثار الفقر والذلَّة والبلاء على أضدادها من حيث هي ، فإنّ الكلّ نعمة منه تعالى مع أنّ النعمة في أضدادها أتمّ وأعمّ ، بل إنّما ذلك لما يلزمها من قطع العلائق والانقطاع عن الخلايق ، والتوجّه التّام إلى جناب الخالق ، أو لأن العبد يلزم أن يكون في مقام التسليم بحيث يتلقّى ويرضى بما يرد عليه ، ولذا عدّ في العلوي المتقدّم من خواصّ النفس الكلَّية الإلهية الرضا والتسليم ، وهو من أسنى المقامات على ما يستفاد من أخبار كثيرة .
ثمّ إنّ نعم اللَّه سبحانه على كلّ عبد من عبيده ممّا لا تعدّ ولا تحصى ولذا قال : * ( وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّه لا تُحْصُوها ) * « 2 » كيف ولا يمكن لأحد الاطَّلاع على الاستقصاء بجميع الارتباطات الَّتي بينه وبين كلّ جزئي من جزئيّات العالم ، ممّا جعله اللَّه تعالى من روابط فيوضه الروحانية والجسمانية بلا واسطة أو معها مع وحدتها أو تكثّرها بل لعل الفيض الواحد الجزئي ، فضلا عن الفيوض الكثيرة الغير المتناهية الَّتي لا يعلمها أحد إلَّا هو سبحانه له ارتباط بجميع مراتب الفيوض الواقعة


( 1 ) بحار الأنوار ج 61 ص 85 عن بعض كتب الصوفيّة . ( 2 ) إبراهيم : 34 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 648
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست