وفي قوله : * ( أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوه ) * « 1 » والدين في قوله : * ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّه يَبْغُونَ ) * « 2 » ، * ( والْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) * « 3 » والهداية في قوله : * ( أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّه فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه ) * « 4 » وإن كان مرجع الثلاثة إلى واحد .
ثمّ إنّ إضافة الصراط إلى الموصولة لاميّة تفيد اختصاصه بهم فإن أريد بهم المتبوعون فالاختصاص بهم واضح ، وإن أريد التابعون فاختصاصه بهم من حيث السلوك والاستطراق وإن كان مختصّا بالنّبي صلَّى اللَّه عليه وآله وعترته المعصومين صلوات اللَّه عليهم أجمعين من حيث الإشراق والاشتقاق ، وباللَّه سبحانه من حيث الإنوجاد والانخلاق لكفاية أدنى الملابسة في باب الإضافة .
ولذا أضيف إليه سبحانه في قوله : * ( صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّه ) * « 5 » الآية وقوله : * ( صِراطِ اللَّه الَّذِي لَه ما فِي السَّماواتِ ) * « 6 » وإلى النبي صلَّى اللَّه عليه وآله : * ( قُلْ هذِه سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّه ) * « 7 » .
وإلى مولينا أمير المؤمنين روحي له الفداء في قوله : * ( هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ) * « 8 » على وجه البيان أو الإضافة ، وإن كان محتملا للأول ، ولتقدير اللام .
ثمّ إنّ التعبير بالذين في المقام دون من وغيره من الأسماء الموصولة إنّما هو لزيادة الإشعار فيه بالتعظيم والتفخيم ، بل التصريح بالجمعيّة الداعية إلى الالتحاق