responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 631


بلسانهم ليحقنوا به دمائهم فأدركوا ما أمّلوا وإنّا آمنّا بألسنتنا وقلوبنا لتعفو عنّا فأدركنا ما أمّلنا .
ثمّ إنّ هذا الإيمان الجامع للحدود الظاهرية والحقائق الواقعيّة من الإعتقادات والنيات والأخلاق والأعمال وغيرها من الشرائع التكوينيّة والتكوينيّات الشّرعيّة هو الطريق الأقرب للسّالكين إلى اللَّه والوافدين عليه ، وهو بمنزلة الخطَّ المستقيم الذي هو أقصر الخطوط الواصلة بين النهايتين وإن كان سبحانه يجلّ عن اكتناه الحدود والأطراف والنهايات * ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه ) * « 1 » .
بل قد انتهى المخلوق إلى مثله وألجأه الطلب إلى شكله ، فهو طريق إلى قربه وجواره ، بل هو طريق إلى حقيقة العبد وهي العبوديّة الَّتي كنهها الربوبيّة فإنّ الطريق إلى اللَّه مسدود ، والطلب مردود ، ولا يتجاوز الممكن مقام نفسه * ( وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) * « 2 » وخلق اللَّه الخلق حجاب بينه وبينهم ، ولا يرتفع الحجاب إلَّا بفتح الباب ، وسدّ الأبواب * ( يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّه الْواحِدُ الْقَهَّارُ ) * « 3 » فلا ينصبغ العبد بصبغة اللَّه ولا يتخلق بأخلاقه ما دام فيه تلوّن من عقله ونفسه الناطقة فضلا عن الأرواح الحيوانيّة والسبعية والبهيمية والشيطانيّة والجسمانيّة فإذا استسلم وتعلَّم كلب الكهف باسطا ذراعيه فنائه كان لون الماء لون إنائه فيقلبهم اللَّه ذات اليمين وذات الشمال ، ويصير العبد بحقيقة مرآة مجلوّة لإشراق أشعة أنوار الجلال والجمال ، وهذا هو الطريق الموصل إلى قرب الحقّ وجواره الذي هو صورة ولاية مولينا أمير المؤمنين عليه السّلام في الدنيا بل متفرّع من هيئات أعماله وأفعاله وآثاره ، بل مقتبس من إشراق أشعّة أنواره ، وهو الذي يتجوهر في يوم القيمة الذي تبلى فيه السرائر ، وتنكشف الضمائر ، فيكون على صورة الصراط جسرا ممدودا على متن


( 1 ) البقرة : 115 . ( 2 ) الحديد : 4 . ( 3 ) يوسف : 39 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 631
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست