سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره « 1 » .
فلعل السالك المتغرق يزعم أنّه قد حصّل المنية وليس وراء عبّادان قرية مع أنه ليس لهذه المنازل غاية ولا نهاية .
كما ورد في الخبر القدسي : كلَّما رفعت لهم عليا وضعت لهم حلما وليس لمحبتي غاية ولا نهاية « 2 » .
ولعلّ إلى ما ذكرناه الإشارة بما حكى اللَّه سبحانه عن خليله : * ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْه اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً ) * « 3 » الآيات ، إذ وقع نظره أوّلا إلى الكوكب ، ثم انجلى له القمر ، ثم انكشفت له الشمس ، ثم انتقل عليه السّلام من ملاحظة زوال كل منها وتغيّرها إلى التنزيه المطلق والتوجه إلى المعبود الحقّ بقوله : * ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ والأَرْضَ ) * « 4 » فلا يزال المؤمنون يتردّدون وينتقلون في هذه الدرجات الَّتي هي منازل القدس ومراحل الأنس ، وقد أشير في الكتاب العزيز إلى زيادة الايمان والهداية بقوله تعالى : * ( والَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وآتاهُمْ تَقْواهُمْ ) * « 5 » ، * ( ويَزِيدُ اللَّه الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً ) * « 6 » وقوله تعالى : * ( وإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُه زادَتْهُمْ إِيماناً ) * « 7 » .
وقوله تعالى في أصحاب الكهف : * ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وزِدْناهُمْ