فالسؤال في قوله * ( سَواءً لِلسَّائِلِينَ ) * « 1 » وغيره ممّا ورد في الآيات والأخبار محمول على السؤال الجعلي الإبداعي الأوّلي الَّذي حين العطاء وحين القبول .
وأمّا القول بالأعيان الثابتة ، وأنّ الماهيّات في أنفسها غير مجعولة ، وأنّ لها استعدادات وقابليّات ذاتيّة غير مفاضة بالجعل الإبداعي ، وهي الموجبة لاختلاف قبولها ومراتبها فممّا يأبى عنه القول بالتوحيد وتمجيده سبحانه بالتفريد ، لاستلزامه تعدّد القدماء ، إذ ليست أعداما محضة ، ضرورة عدم التمايز فيها ، ولا واسطة بين الوجود والعدم ، لبطلانها في نفسها ، مع أنّ أصحاب الأعيان يصرّحون بنفيها فلم يقولوا به من جهتها ، وظاهر أكثر المعروفين بالعلم والمعرفة وإن كان إثبات الأعيان ، إلَّا أنّ العقل القاطع يأبى عن متابعتهم بعد قيام صريح البرهان ، فإنّ الحقّ حقّ بالتصديق والإذعان .
هذا كلَّه بالنسبة إلى بدو التكوين ، وأمّا في الإمدادات السيّاله والفيوض المتّصلة ففيها مضافا إلى ما مرّ من السؤال نظرا إلى القول بتجدّد الأمثال سؤال آخر استعدادي متأخّر عن الكينونة المتقدّمة وباقترانه بالإجابة يتحصّل التقرّر والبقاء ، * ( وتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ ) * « 2 » .
وقد ينضمّ إليهما سؤال ثالث يظهر أوّلا في الجنان ، ثمّ يتجلَّى بآثاره وبأشعّة أنواره على الأركان واللَّسان .
وأمّا الكينونة الغير الضرورية فهي ما لا يتوقّف عليه الوجود والبقاء من النعم الَّتي توجب الوسعة في المعيشة ، وسؤالها على الوجهين الأوّلين وقد يقترنان بالثالث .