responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 492


استخلفه فيه كما قال : * ( وأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيه ) * « 1 » ، وروى العيّاشي عن مولينا الصّادق عليه السّلام : قال أترى اللَّه أعطى من أعطى من كرامته عليه ، ومنع من منع من هوان به عليه ، لا ولكنّ المال مال اللَّه يضعه عند الرّجل وودائع ، وجوّز لهم أن يأكلوا قصدا ، ويشربوا قصدا ، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ، ويلمّوا به شعثهم ، فمن فعل ذلك كان يأكل حلالا ويشرب حلالا ويركب وينكح حلالا ، ومن عدا ذلك كان عليه حراما ثمّ قال : * ( ولا تُسْرِفُوا إِنَّه لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) * « 2 » أترى اللَّه ائتمن رجلا على مال خوّل له أن يشترى فرسا بعشرة آلاف درهم ويجزيه فرس بعشرين درهما ويشترى جارية بألف دينار ويجزيه بعشرين دينارا وقال : ولا تسرفوا إنّه لا يحبّ المسرفين « 3 » .
وبالجملة إذا تحقّق العبد في مقام العبوديّة حسب ما ذكره عليه السّلام هانت عليه جميع الطَّاعات القلبيّة والقالبيّة والماليّة وهانت عليه جميع الآلام والمصائب لأنّه حينئذ كالميّت بين يدي الغسّال وليس له نظر إلَّا إلى العزيز المتعال ، فاندكّت جبل إنيّته واضمحلَّت إرادته في إرادته ، فلا يشاء إلَّا ما أراد اللَّه ، لصيرورة قلبه وعاء لمشيّة اللَّه ، فيكون سمعه الَّذي يسمع به وبصره الَّذي يبصر به ، ولسانه الَّذي ينطق به كما في الحديث القدسي « 4 » .
اعلم أنّ الالتفات من الغيبة إلى الخطاب من جملة فنون البلاغة الَّتي يتفنّن بها مصاقع البلغاء ، وذلك لأنّه لما كانت الدّنيا دار التّعب والكلال والنّصب والملال وتطوّر الأحوال ، فمن عادة الفصحاء التفنّن في الكلام ، والعدول من طرز إلى طرز ،


( 1 ) الحديد : 7 . ( 2 ) الأعراف : 31 . ( 3 ) بحار الأنوار : ج 75 / 305 ح 6 عن تفسير العياشي ج 2 / 13 . ( 4 ) البحار : ج 70 / 22 ح 21 عن محاسن البرقي ص 291 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست