الْمَلِكُ الْحَقُّ ) * « 1 » * ( والْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ) * « 2 » * ( ومَلِكِ النَّاسِ ) * « 3 » .
وإنّ الأسماء المستقلَّة لها تقدّم على الأسماء المضافة واسم الملك ورد مستقلَّا بخلاف المالك ويؤيّد التقدّم مضافا إلى البساطة أنّ الأسماء المضافة ، « كفالق الإصباح » و « مخرج الحيّ من الميّت » وذي الملك والملكوت وغيرها لم تنقل في الأسماء التّسع والتّسعين الَّتي من أحصيها دخل الجنّة وأنّه قد ورد في بعض الأدعية النبويّة : لك الحمد لا إله إلا أنت ربّ كلّ شيء ومليكه ، ولم يرد ومالكه وهذا السياق مناسب لسياق الأسماء المذكورة في أوّل الفاتحة وإنّ الملك قراءة أهل الحرمين الَّذين هم أدرى بما انزل في الحرم .
وأنّ الملك من الأسماء المذكورة في خبر الإحصاء دون المالك ، وإنّ الملك لمّا كان أقدر على ما يريد من متصرّفاته من المالك كان نسبة الجزاء إليه أنسب وأولى ، وأنّه أنسب بالإضافة إلى يوم الدّين كما يقال : ملك المصر ، وأنّ هذه القراءة غنيّة من توجيه وصف المعرفة بما ظاهره التنكير ، وإضافة اسم الفاعل إلى الظَّرف لإجرائه مجرى المفعول به توسّعا إذا المراد مالك الأمور كلَّها في ذلك اليوم ، وسوّغ وصف المعرفة به وإرادة معنى المضيّ تنزيلا لمحقّق الوقوع منزلة ما وقع أو إرادة الاستمرار الثبوتي ، وأمّا قراءة ملك فغنيّة عن التّوجيه لأنّها من قبيل كريم البلد .
هذا قصارى ما قيل في ترجيح كلّ من القراءتين على الأخرى لكنّه لا يخفى عليك اشتراك الجميع في الضّعف إذ الوجوه اللَّفظية كما ترى في القصور ومرجع الوجوه المعنويّة من الطَّرفين إلى التّرجيح في المعاني المضافة إلينا تعالى اللَّه عن ذلك .