وقد ذكر الفاضل الجلدكي « 1 » في كتاب « البرهان في علم الميزان » أنّ من طلاسم جلب المنافع ما في دير الزرازير بالروم ، فإنّه صنع قبة هائلة وحولها محيط كبير بجدران قائمة ، ووضع على رأس القبة زرزورا « 2 » له جسم مختلط تحت كل من أرجله صفة زيتونة وهو ماسك لها بأظفاره ، ثم ركّبه على أعلى القبة في وقت رصده وطالع اختاره ، فكلَّما ينقضي العام ، ويأتي مثل ذلك اليوم الذي كان في نصب هذا الطلسم تأتي الزرازير من أقطار الدنيا من غامض علم اللَّه تعالى بعدد لا يحصى لكثرته ، وكل طائر منها في منقاره زيتونة سوداء ، وفي رجله زيتونتان ، فيلقي الثلاث زيتونات على رأس الطلسم الذي في أعلى القبة ، فيجتمع من ذلك الزيتون في ذلك اليوم الواحد في ذلك المحيط شيء كثير فيعصرونه زيتا ، ويأكلون منه من العام - العام في تلك الأماكن التي ليس بها شيء من شجر الزيتون أصلا لقوة البرد هنالك ، فليت شعري من أين تنقل تلك الزرازير ذلك الزيتون الذي تحمله لذلك الطلسم ، وليت شعري ما السبب المسخر لها والمحرك لأن تفعل ذلك ، وليت شعري هل هن زرازير ؟ أم أرواح روحانية متطورة على صفاتها ؟ وهل ينقلون ذلك الزيتون من محظور أو مباح ؟ وربما أقامت الزرازير تنقل الزيتون إلى ذلك اليوم من اليوم إلى مدة سبعة أيام » .
إلى أن قال : ومن جلب المنافع أيضا ما هو مشاهد إلى الآن في ساحل مدينة يافا « 3 » من اجتماع الأسماك من جميع أنواعها إلى طلسم موضوع لهم هنالك .
ومن العجب أنّ الجهّال يظنّون أنّ السمك يحجّون إلى ذلك المكان من العام
